وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( ولتصنع على عيني [ 39 ] إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن ) جملة ( ولتصنع على عيني ) عطف على جملة ( إذ أوحينا إلى أمك ) الخ . جعل الأمران إتماما لمنة واحدة لأن إنجاءه من القتل لا يظهر أثره إلا إذا أنجاه من الموت بالذبول لترك الرضاعة ومن الإهمال المفضي إلى الهلاك أو الوهن إذا ولي تربيته من لا يشفق عليه الشفقة الجبلية . والتقدير : وإذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله لأجل أن تصنع على عيني .
والصنع : مستعار للتربية والتنمية تشبيها لذلك بصنع شيء مصنوع ومنه يقال لمن أنعم عليه أحد نعمة عظيمة : هو صنيعة فلان .
وأخت موسى : مريم ابنة عمران . وفي التوراة : أنها كانت نبية كما في الإصحاح الخامس عشر من سفر الخروج . وتوفيت مريم سنة ثلاث من خروج بني إسرائيل من مصر في برية صين كما في الإصحاح التاسع عشر من سفر العدد . وذلك سنة 1417 قبل المسيح .
وقرأه الجمهور بكسر اللام على أنها لام كي وبنصب فعل ( تصنع ) , وقرأه أبو جعفر بسكون اللام على أنها لام الأمر ويجزم الفعل على أنه أمر تكويني أي وقلنا : لتصنع .
وقوله ( على عيني ) ( على ) منه للاستيلاء المجازي أي المصاحبة المتمكنة ف ( على ) هنا بمعنى باء المصاحبة قال تعالى ( فإنك بأعيننا ) .
والعين : مجاز في المراعاة والمراقبة كقوله تعالى ( واصنع الفلك بأعيننا ) وقول النابغة : .
عهدتك ترعاني بعين بصيرة ... وتبعث حراسا علي وناظرا ووقع اختصار في حكاية قصة مشي أخته وفصلت في سورة القصص .
والاستفهام في ( هل أدلكم ) للعرض . وأرادت ب ( من يكلفه ) أمه . فلذلك قال ( فرجعناك إلى أمك ) .
وهذه منة عليه لإكمال نمائه وعلى أمه بنجاته فلم تفارق ابنها إلا ساعات قلائل أكرمها الله بسبب ابنها .
وعطف نفي الحزن على قرة العين لتوزيع المنة لأن قرة عينها برجوعه إليها وانتفاء حزنها بتحقيق سلامته من الهلاك ومن الغرق وبوصوله إلى أحسن مأوى . وتقديم قرة العين على انتفاء الحزن مع أنها أخص فيغني ذكرها عن ذكر انتفاء الحزن ؛ روعي فيه مناسبة تعقيب ( فرجعناك إلى أمك ) بما فيه من الحكمة ثم أكمل بذكر الحكمة في مشي أخته فتقول ( هل أدلكم على من يكلفه ) في بيتها وكذلك كان شأن المراضع ذوات الأزواج كما جاء في حديث حليمة وكذلك ثبت في التوراة في سفر الخروج .
( وقتلت نفسا فنجينك من الغم وفتنك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى [ 40 ] واصطنعتك لنفسي [ 41 ] ) فجملة ( وقتلت ) عطف على جملة ( ولقد مننا عليك مرة أخرى ) لأن المذكور في جملة ( وقتلت نفسا ) منة أخرى ثالثة .
وقدم ذكر قتله النفس على ذكر الإنجاء من الغم لتعظيم المنة حيث افتتحت القصة بذكر جناية عظيمة التبعة وهي قتل النفس ليكون لقوله ( فنجيناك ) موقع عظيم من المنة إذ أنجاه من عقوبة لا ينجو من مثلها مثله .
وهذه النفس هي نفس القبطي من قوم فرعون الذي اختصم مع رجل من بني إسرائيل في المدينة فاستغاث الإسرائيلي بموسى لينصره فوكز موسى القبطي فقضى عليه كما قص ذلك في سورة القصص .
A E والغم : الحزن . والمعني به ما خامر موسى من خوف الاقتصاص منه لأن فرعون لما بلغه الخبر أضمر الاقتصاص من موسى للقبطي إذ كان القبط سادة الإسرائيليين فليس اعتداء إسرائيلي على قبطي بهين بينهم . ويظهر أن فرعون الذي تبنى موسى كان قد هلك قبل ذلك .
والفتون : مصدر فتن كالخروج والثبور والشكور وهو مفعول مطلق لتأكيد عامله وهو ( فتناك ) وتنكيره للتعظيم أي فتونا قويا عظيما .
والفتون كالفتنة : هو اضطراب حال المرء في مدة من حياته . وتقدم عند قوله تعالى ( والفتنة أشد من القتل ) في سورة البقرة . ويظهر أن الفتون أصل مصدر فتن بمعنى اختبر فيكون في الشر وفي الخير . وأما الفتنة فلعلها خاصة باختبار المضر . ويظهر أن التنوين في ( فتونا ) للتقليل وتكون جملة ( وفتناك فتونا ) كالاستدراك على قوله ( فنجيناك من الغم ) أي نجيناك وحصل لك خوف كقوله ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) فذلك الفتون