وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفعل ( يفقهوا ) مجزوم في جواب الأمر على الطريقة المتبعة في القرآن من جعل الشيء المطلوب بمنزلة الحاصل عقب الشرط كقوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) أي إن نقل لهم غضوا يغضوا أي شأنهم الامتثال . والفقه : الفهم .
والوزير : فعيل بمعنى فاعل من وازر على غير قياس مثل حكيم من أحكم وهو مشتق من الأزر وهو المعونة والمؤازرة كذلك والكل مشتق من الأزر أي الظهر كما سيأتي قريبا فحقه أن يكون أزيرا بالهمزة إلا أنهم قلبوا همزته واو حملا على موازر الذي هو بمعناه الذي قلبت همزته واو الانضمام ما قبلها . فلما كثر في الكلام قولهم : موازر ويوازر بالواو نطقوا بنظيره في المعنى بالواو بدون موجب للقلب إلا الحمل على النظير في النطق أي اعتياد النطق بهمزته واوا أي جعل معينا من أهلي .
وخص هارون لفرط ثقته به ولأنه كان فصيح اللسان مقوالا فكونه من أهله مطنة النصح له وكونه أخاه أقوى في المناصحة وكونه الأخ الخاص لأنه معلوم عنده بأصالة الرأي .
وجملة ( اشدد به أزري ) على قراءة الجمهور بصيغة الأمر في فعلي ( اشدد وأشرك ) بيان لجملة ( اجعل لي وزيرا ) . سأل الله أن يجعله معينا له في أعماله وسأله أن يأذن له بأن يكون شريكا لموسى في أمره أي أمر رسالته .
وقرأ ابن عامر بصيغة المتكلم " بفتح الهمزة المقطوعة " في ( أشدد ) " وبضم همزة " ( أشركه ) . فالفعلان إذن مجزومان في جواب الدعاء كما جزم ( يفقهوا قولي ) .
و ( هارون ) مفعول أول لفعل ( اجعل ) قدم عليه المفعول الثاني للاهتمام .
والشد : الإمساك بقوة .
والأزر : أصله الظهر . ولما كان الظهر مجمع حركة الجسم وقوام استقامته أطلق اسمه على القوة إطلاقا شائعا يساوي الحقيقة فقيل الأزر للقوة .
وقيل : آزره إذا أعانه وقواه . وسمي الإزار إزارا لأنه يشد به الظهر وهو في الآية مراد به الظهر ليناسب الشد فيكون الكلام تمثيلا لهيئة المعين والمعان بهيئة مشدود الظهر بحزام ونحوه وشاده .
وعلل موسى " عليه السلام " سؤاله تحصيل ما سأله لنفسه ولأخيه بأن يسبحا الله كثيرا ويذكر الله كثيرا . ووجه ذلك أن فيما سأله لنفسه تسهيلا لأداء الدعوة بتوفر آلاتها ووجود العون عليها وذلك مظنة تكثيرها .
وأيضا فيما سأله لأخيه تشريكه في الدعوة ولم يكن لأخيه من قبل وذلك يجعل من أخيه مضاعفة لدعوته وذلك يبعث أخاه أيضا على الدعوة . ودعوة كل منهما تشتمل على التعريف بصفات الله وتنزيهه فهي مشتملة على التسبيح وفي العودة حث على العمل بوصايا الله تعالى عباده وإدخال الأمة في حضرة الإيمان والتقوى . وفي ذلك إكثار من ذكر الله بإبلاغ أمره ونهيه . ألا ترى إلى قوله تعالى بعد هذه الآيات ( اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري ) أي لا تضعفا في تبليغ الرسالة فلا جرم كان في تحصيل ما دعا به إكثار من تسبيهما وذكرهما الله .
وأيضا في التعاون على أداء الرسالة تقليل من الاشتغال بضرورات الحياة إذ يمكن أن يقتسما العمل الضروري لحياتهما فيقل زمن اشتغالهما بالضروريات وتتوفر الأوقات لأداء الرسالة . وتلك فائدة عظيمة لكليهما في التبليغ .
والذي ألجأ موسى إلى سؤال ذلك علمه بشدة فرعون وطغيانه ومنعه الأمة من مفارقة ضلالهم فعلم أن في دعوته فتنه للداعي فسأل الإعانة على الخلاص من تلك الفتنة ليتوفر للتسبيح والذكر كثيرا .
A E وجملة ( إنك كنت بنا بصيرا ) تعليل لسؤاله شرح صدره وما بعده أي لأنك تعلم حالي وحال أخي وأني ما دعوتك بما دعوت إلا لأننا محتاجان لذلك وفيه تفويض إلى الله تعالى بأنه أعلم بما فيه صلاحهم وأنه ما سأل سؤاله إلا بحسب ما بلغ إليه علمه .
وقوله ( قال قد أويت سؤالك يا موسى ) وعد له بالإجابة وتصديق له فيما توسمه من المصالح فيما سأله لنفسه ولأخيه .
والسؤال بمعنى المسؤول . وهو وزن فعل بمعنى مفعول كالخبر بمعنى المخبوز والأكل بمعنى المأكول . وهذا يدل على أن العقدة زالت عن لسانه ولذلك لم يحك فيما بعد أنه أقام هارون بمجادلة فرعون . ووقع في التوراة في الإصحاح السابع من سفر الخروج : ( فقال الرب لموسى أنت تتكلم بكل ما أمرك به وهارون أخوك يكلم فرعون