وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف منونا لأنه اسم واد مذكر .
وقوله ( وأنا اخترتك ) أخبر عن اختيار الله تعالى موسى بطريق المسند الفعلي المفيد تقوية الحكم لأن المقام ليس مقام إفادة التخصيص أي الحصر نحو : أنا سعيت في حاجتك وهو يعطي الجزيل . وموجب التقوي وغرابة الخبر ومفاجأته به دفعا لتطرق الشك في نفسه .
والاختيار : تكلف طلب ما هو خير . واستعملت صيغة التكلف في معنى إجادة طلب الخير .
وفرع على الإخبار باختياره أن أمر بالاستماع للوحي لأنه أثر الاختيار إذ لا معنى للاختيار إلا اختياره لتلقي ما سيوحي الله .
والمراد : ما يوحي إليه حينئذ من الكلام وأما ما يوحي إليه في مستقبل الأيام فكونه مأمورا باستماعه معلوم بالأحرى .
وقرأ حمزة وحده ( وأنا اخترناك ) بضميري التعظيم .
واللام في ( لما يوحى ) للتقوية في تعدية فعل ( استمع ) إلى مفعوله فيجوز أن تتعلق ب ( اخترتك ) أي اخترتك للوحي فاستمع معترضا بين الفعل والمتعلق به . ويجوز أن يضمن استمع معنى أصغ .
( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلوة لذكري [ 14 ] إن الساعة آتية أكاد أخفها لتجزى كل نفس بما تسعى [ 15 ] فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هويه فتردى [ 16 ] ) هذا ما يوحى المأمور باستماعه . فالجملة بدل من ( ما يوحى ) بدلا مطابقا .
ووقع الأخبار عن ضمير المتكلم باسمه العلم الدال على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد . وذلك أول ما يجب علمه من شؤون الإلهية وهو أن يعلم الاسم الذي جعله الله علما عليه لأن ذلك هو الأصل لجميع ما سيخاطب به من الأحكام المبلغة عن ربهم .
وفي هذا إشارة إلى أن أول ما يتعارف به المتلاقون أن يعرفوا أسماءهم . فأشار الله إلى أنه عالم باسم كليمه وعلم كليمه اسمه وهو الله .
وهذا الاسم هو علم الرب في اللغة العربية . واسمه تعالى في اللغة العبرانيه " يهوه " أو " أهيه " المذكور في الإصحاح الثالث من سفر الخروج في التوراة وفي الإصحاح السادس . وقد ذكر اسم ( الله ) في مواضع من التوراة مثل الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر الخروج في الفقرة السادسة عشرة . ولعله من تعبير المترجمين وأكثر تعبير التوراة إنما هو الرب أو الإله .
ولفظ " أهية " أو " يهوه " قريب الحروف من كلمة إله في العربية .
ويقال : إن اسم الجلالة في العبرانية " لاهم " . ولعل الميم في آخره هي أصل التنوين في إله .
وتأكيد الجملة بحرف التأكيد لدفع الشك عن موسى نزل منزلة الشاك لأن غرابة الخبر تعرض السامع للشك فيه .
وتوسيط ضمير الفصل بقوله ( إنني أنا الله ) لزيادة تقوية الخبر وليس بمفيد للقصر إذ لا مقتضى له هنا لأن المقصود الإخبار بأن المتكلم هو المسمى الله فالحمل حمل مواطاة لا حمل اشتقاق . وهو كقوله تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم .
A E وجملة ( لا أله إلا أنا ) خبر ثان عن اسم ( إن ) . والمقصود منه حصول العلم لموسى بوحدانية الله تعالى .
ثم فرع على ذلك الأمر بعبادته . والعبادة تجمع معنى العمل الدال على التعظيم من قول وفعل وإخلاص بالقلب . ووجه التفريع أن انفراده تعالى بالإلهية يقتضي استحقاقه أن يعبد .
وخص من العبادات بالذكر إقامة الصلاة لأن الصلاة تجمع أحوال العبادة . وإقامة الصلاة : إدامتها أي عدم الغفلة عنها .
والذكر يجوز أن يكون التذكير بالعقل ويجوز أن يكون الذكر باللسان .
واللام في ( لذكري ) للتعليل أي أقم الصلاة لأجل أن تذكرني لأن الصلاة تذكر العبد بخالقه . إذ يستشعر أنه واقف بين يدي الله لمناجاته . ففي هذا الكلام إيماء إلى حكمة مشروعية الصلاة وبضميمته إلى قوله تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) يظهر أن التقوى من حكمة مشروعية الصلاة لأن المكلف إذا ذكر أمر الله ونهيه فعل ما أمره واجتنب ما نهاه عنه والله عرف موسى حكمة الصلاة مجملة وعرفها محمدا " صلى الله عليه وسلم " مفصلة