وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وحسن التعبير بالاستواء مقارنته بالعرش الذي هو مما يستوي عليه في المتعارف . فكان ذكر الاستواء كالترشيح لإطلاق العرش على السماء العظمى فالآية من المتشابه البين تأويله باستعمال العرب وبما تقرر في العقيدة : أن ليس كمثله شيء .
وقيل : الاستواء يستعمل بمعنى الاستيلاء . وأنشدوا قول الأخطل : .
قد استوى بشر على العراق ... بغير سيف ودم مهراق وهو مولد . ويحتمل أنه تمثيل كالآية . ولعله انتزعه من هذه الآية .
وتقدم القول في هذا عند قوله تعالى ( ثم استوى على العرش ) في سورة الأعراف . وإنما أعدنا بعضه هنا لأن هذه الآية هي المشتهرة بين أصحابنا الأشعرية .
وفي تقييد الأبي على تفسير ابن عرفة : واختار عز الدين بن عبد السلام عدم تكفير من يقول بالجهة . قيل لابن عرفة : عادتك تقول في الألفاظ الموهمة الواردة في الحديث كما في حديث السوداء وغيرها فذكر النبي A دليل على عدم تكفير من يقول بالتجسيم فقال : هذا صعب ولكن تجاسرت على قوله اقتداء بالشيخ عز الدين لأنه سبقني لذلك .
وأتبع ما دل على عظمة سلطانه تعالى بما يزيده تقريرا وهو جملة ( له ما في السماوات ) الخ . فهي بيان لجملة ( الرحمان على العرش استوى ) . والجملتان تدلان على عظيم قدرته لآن ذلك هو المقصود من سعة السلطان .
وتقديم المجرور في قوله ( له ما في السماوات ) للقصر ردا على زعم المشركين أن لآلهتهم تصرفات في الأرض وأن للجن اطلاعا على الغيب ولتقرير الرد ذكرت أنحاء الكائنات وهي السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
A E والثرى : التراب . وما تحته : هو باطن الأرض كله .
وجملة ( له ما في السماوات ) عطف على جملة ( على العرش استوى ) .
( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى [ 7 ] ) عطف على جملة ( له ما في السماوات وما في الأرض ) لدلالة هذه الجملة على سعة علمه تعالى كما دلت الجملة المعطوف عليها على عظيم سلطانه وقدرته . وأصل النظم : ويعلم السر وأخفى إن تجهر بالقول ؛ فموقع قوله ( وإن تهجر بالقول ) موقع الاعتراض بين جملة ( يعلم السر وأخفى ) وجملة ( الله لا إله إلا هو ) . فصيغ النظم في قالب الشرط والجزاء زيادة في تحقيق حصوله على طريقة ما يسمى بالمذهب الكلامي وهو سوق الخبر في صيغة الدليل على وقوعه تحقيقا له .
والمعنى : أنه يعلم السر وأخفى من السر في الأحوال التي يجهر فيها القائل بالقول لإسماع مخاطبه أي فهو لا يحتاج إلى الجهر لأنه يعلم السر وأخفى . وهذا أسلوب متبع عند البلغاء شائع في كلامهم بأساليب كثيرة . وذلك في كل شرط لا يقصد به التعليق بل يقصد التحقيق كقول أبي كبير الهذيلي : .
فأتت به حوش الفؤاد مبطنا ... سهدا إذا ما نام ليل الهوجل أي سهدا في كل وقت حين ينام غيره ممن هو هوجل . وقول بشامة بن حزن النهشلي : .
إذا الكماة تنحو أن يصيبهم ... حد الظبات وصلناها بأيدينا وقول إبراهيم بن كنيف النبهاني : .
فإن تكن الأيام جالت صروفها ... ببؤسى ونعمى والحوادث تفعل .
فما لينت منا قناة صليبة ... وما ذللتنا للتي ليس تجمل وقول القطامي : .
فمن تكن الحضارة أعجبته ... فأي رجال بادية ترانا فالخطاب في قوله ( وإن تجهر ) يجوز أن يكون خطابا للنبي A وهو يعم غيره . ويجوز أن يكون لغير معين ليعم كل مخاطب