وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وافتتاح الجملة بالأمر بالقول للاهتمام بالمقول بإصغاء السامعين لأن مثل هذا الافتتاح يشعر بأنه في غرض منهم وكذلك افتتاحه باستفهامهم عن إنبائهم استفهاما مستعملا في العرض لأنه بمعنى : أتحبون أن ننبئكم بالأخسرين أعمالا وهو عرض تهكم لأنه منبئهم بذلك دون توقف على رضاهم .
A E وفي قوله ( بالأخسرين أعمالا ) إلى آخره تمليح إذ عدل فيه عن طريقه الخطاب بأن يقال لهم : هل ننبئكم بأنكم الأخسرون أعمالا إلى طريقة الغيبة بحيث يستشرفون إلى معرفة هؤلاء الأخسرين فما يروعهم إلا أن يعملوا أن المخبر عنهم هم أنفسهم .
والمقول لهم : المشركون توبيخا لهم وتنبيها على ما غفلوا عنه من خيبة سعيهم .
ونون المتكلم المشارك في قوله ( ننبئكم ) يجوز أن تكون نون العظمة راجعة إلى ذات الله على طريقة الالتفات في الحكاية . ومقتضى الظاهر أن يقال : هل ينبئكم الله أي سينبئكم ويجوز أن تكون للمتكلم المشارك راجعة إلى الرسول A وإلى الله تعالى لأنه ينبئهم بما يوحى إليه من ربه . ويجوز أن تكون راجعة للرسول وللمسلمين .
وقوله ( الذين ضل سعيهم ) بدل من ( الأخسرين أعمالا ) .
وفي هذا الإطناب زيادة التشويق إلى معرفة هؤلاء الأخسرين حيث أجرى عليهم من الأوصاف ما يزيد السامع حرصا على معرفة الموصوفين بتلك الأوصاف والأحوال .
والضلال : خطأ السبيل . شبه سعيهم غير المثمر بالسير في طريق غير موصلة .
والسعي : المشي في شدة . وهو هنا محاز في العمل كما تقدم عند قوله ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها ) في سورة الإسراء أي عملوا أعمالا تقربوا بها للأصنام يحسبونها مبلغة إياهم أغراضا وقد أخطأوها وهم يحسبون أنهم يفعلون خيرا .
وإسناد الضلال إلى سعيهم مجاز عقلي . والمعنى : الذين ضلوا في سعيهم .
وبين ( يحسبون ) و ( يحسنون ) جناس مصحف وقد مثل بهما في مبحث الجناس .
( أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا [ 105 ] ) جملة هي استئناف بياني بعد قوله ( هل ننبئكم ) .
وجيء باسم الإشارة لتمييزهم أكمل تميز لئلا يلتبسوا بغيرهم على نحو قوله تعالى ( وأولئك هم المفلحون ) .
وللتنبيه على أن المشار إليهم أحرياء بما بعد اسم الإشارة من حكم بسبب ما أجري عليهم من الأوصاف .
والآيات : القرآن والمعجزات .
والحبط : البطلان والدحض .
وقوله ( ربهم ) يجري على الوجه الأول في نون ( هل ننبئكم ) أنه إظهار في مقام الإضمار . ومقتضى الظاهر أن يقال : أولئك الذين كفروا بآياتنا . ويجري على الوجهين الثاني والثالث انه على مقتضى الظاهر .
ونون ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) على الوجه الأول في نون ( قل هل ننبئكم ) جارية على مقتضى الظاهر .
وأما على الوجهين الثالث والرابع فإنها التفات عن قوله ( بآيات ربهم ) ومقتضى الظاهر أن يقال : فلا يقيم لهم .
ونفي إقامة الوزن مستعمل في عدم الاعتداد بالشيء . وفي حقارته لأن الناس يزنون الأشياء المتنافس في مقاديرها والشيء التافه لا يوزن فشبهوا بالمحقرات على طريقة المكنية وأثبت لهم عدم الوزن تخييلا .
وجعل عدم إقامة الوزن مفرعا على حبط أعمالهم لأنهم بحبط أعمالهم صاروا محقرين لا شيء لهم من الصالحات .
( ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا [ 106 ] ) الإشارة إما إلى ما تقدم من وعيدهم في قوله ( إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ) أي ذلك الإعداد جزاؤهم .
وقوله ( جزاؤهم ) خبر عن اسم الإشارة . وقوله ( جهنم ) بدل من ( جزاؤهم ) بدلا مطابقا لأن إعداد جهنم هو عين جهنم وإعادة لفظ جهنم أكسبه قوة التأكيد ؛ وإما إلى مقدر في الذهن دل عليه السياق بينه ما بعده على نحو استعمال ضمير الشأن مع تقدير مبتدأ محذوف . والتقدير : الأمر والشأن ذلك جزاؤهم جهنم .
والباء للسببية و ( ما ) مصدرية أي بسبب كفرهم .
و ( اتخذوا ) عطف على ( كفروا ) فهو من صلة ( ما ) المصدرية . والتقدير : وبما اتخذوا آياتي ورسلي هزوا أي باتخاذهم ذلك كذلك