وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا [ 83 ] إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا [ 84 ] ) A E افتتاح هذه القصة ب ( يسألونك ) يدل على أنها مما نزلت السورة للجواب عنه كما كان الابتداء بقصة أصحاب الكهف اقتضابا تنبيها على مثل ذلك .
وقد ذكرنا عند تفسير قوله تعالى ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) في سورة الإسراء عن ابن عباس أن المشركين بمكة سألوا النبي A ثلاثة أسئلة بإغراء من أحبار اليهود في يثرب . فقالوا : سلوه عن أهل الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح فإن أجاب عنها كلها فليس بنبي وإن أجاب عن بعضها وأمسك عن بعض فهو نبي ؟ . وبينا هنالك وجه التعجيل في سورة الإسراء النازلة قبل سورة الكهف بالجواب عن سؤالهم عن الروح وتأخير الجواب عن أهل الكهف وعن ذي القرنين إلى سورة الكهف . وأعقبنا ذلك بما رأيناه في تحقيق الحق من سوق هذه الأسئلة الثلاثة في مواقع مختلفة .
فالسائلون : قريش لا محالة . والمسئول عنه : خبر رجل من عظماء العالم عرف بلقب ذي القرنين كانت أخبار سيرته خفية مجملة مغلقة فسألوا النبي عن تحقيقها وتفصيلها . وأذن له الله أن يبين منها ما هو موضع العبرة للناس في شؤون للناس في شؤون الصلاح والعدل وفي عجيب صنع الله تعالى في اختلاف أحوال الخلق فكان أحبار اليهود منفردين بمعرفة إجمالية عن هذه المسائل الثلاث وكانت من أسرارهم فلذلك جربوا بها نبوة محمد A .
ولم يتجاوز القرآن ذكر هذا الرجل بأكثر من لقبه المشتهر به إلى تعيين اسمه وبلاده وقومه لأن ذلك من شؤون أهل التاريخ والقصص وليس من أغراض القرآن فكان منه الاقتصار على ما يفيد الأمة من هذه القصة عبرة حكمية أو خلقية فلذلك قال الله ( قل سأتلو عليكم منه ذكرا ) .
والمراد بالسؤال عن ذي القرنين السؤال عن خبره فحذف المضاف إيجازا لدلالة المقام وكذلك حذف المضاف في قوله ( منه ) أي من خبره و ( من ) تبعيضية .
والذكر : التذكر والتفكر أي سأتلو عليكم ما به التذكر فجعل المتلو نفسه ذكرا مبالغة بالوصف بالمصدر ولكن القرآن جاء بالحق الذي لا تخليط فيه من حال الرجل الذي يوصف بذي القرنين بما فيه إبطال لما خلط به الناس بين أحوال رجال عظماء كانوا في عصور متقاربة أو كانت قصصهم تساق مساق من جاسوا خلال بلاد متقاربة متماثلة وشوهوا تخليطهم بالأكاذيب وأكثرهم في ذلك صاحب الشاهنامة الفردوسي وهو معروف بالأكاذيب والأوهام الخرافية .
اختلف المفسرون في تعيين المسمى بذي القرنين اختلافا كثيرا تفرقت بهم فيه أخبار قصصية وأخبار تاريخية واسترواح من الاشتقاقات اللفظية ولعل اختلافهم له مزيد اتصال باختلاف القصاصين الذين عنو بأحوال الفاتحين عناية تخليط لا عناية تحقيق فراموا تطبيق هذه القصة عليها . والذي يجب الانفصال فيه بادئ ذي بدء أن وصفه بذي القرنين يتعين أن يكون وصفا ذاتيا له وهو وصف عربي يظهر أن يكون عرف بمدلوله بين المثيرين للسؤال عنه فترجموه بهذا اللفظ .
ويتعين أن لا يحمل القرنان على الحقيقة بل هما على التشبيه أو على الصورة . فالأظهر أن يكونا ذؤابتين من شعر الرأس متدليتين وإطلاق القرن على الضفيرة من الشعر شائع في العربية قال عمر بن أبي ربيعة : .
فلثمت فاها آخذا بقرونها ... شرب النزيف ببرد ماء الحشرج وفي حديث أم عطية في صفة غسل ابنة النبي A قالت أم عطية : فجعلنا رأسها ثلاثة قرون فيكون هذا الملك قد أطال شعر رأسه وضفره ضفرتين فسمي ذا القرنين كما سمي خرباق ذا اليدين .
وقيل : هما شبه قرني الكبش من نحاس كانا في خوذة هذا الملك فنعت بهما . وقيل : هما ضربتان على موضعين من رأس الإنسان يشبهان منبتي القرنين من ذوات القرون .
ومن هنا تأتي الأقوال في تعيين ذي القرنين فأحد الأقوال : إنه الإسكندر بن قيليبوس المقدوني . وذكروا في وجه تلقيبه بذي القرنين أنه ضفر شعره قرنين وقيل : كان يلبس خوذة في الحرب بها قرنان وقيل : رسم ذاته على بعض نقوده بقرنين في رأسه تمثيلا لنفسه بالمعبود " آمون " معبود المصريين وذلك حين ملك مصر .
والقول الثاني : إنه ملك من ملوك حمير هو تبع أبو كرب