وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( يريد أن ينقض ) أشرف على الانقضاض . أي السقوط . أي يكاد يسقط . وذلك بأن مال ؛ فعبر عن إشرافه على الانقضاض بإرادة الانقضاض على طريقة الاستعارة المصرحة التبعية بتشبيه قرب انقضاضه بإرادة من يعقل فعل شيء فهو يوشك أن يفعله حيث أراده .
لأن الإرادة طلب النفس حصول شيء وميل القلب إليه .
وإقامة الجدار : تسوية ميله . وكانت إقامته بفعل خارق للعادة بأن أشار إليه بيده كالذي يسوي شيئا لينا كما ورد في بعض الآثار . وقول موسى ( لو شئت لاتخذت عليه أجرا ) لوم أي كان في مكنتك أن تجعل لنفسك أجرا على إقامة الجدار تأخذه ممن يملكه من أهل القرية ولا تقيمه مجانا لأنهم لم يقوموا بحق الضيافة ونحن بحاجة إلى ما ننفقه على أنفسنا . وفيه إشارة إلى أن الأتباع على المتبوع .
وهذا اللوم يتضمن سؤالا عن سبب ترك المشارطة على إقامة الجدار عند الحاجة إلى الأجر . وليس هو لوما على مجرد إقامته مجانا لأن ذلك من فعل الخير وهو غير ملوم .
وقرأ الجمهور ( لاتخذت ) " بهمزة وصل بعد اللام وبتشديد المثناة الفوقية " على أنه ماضي ( اتخذ ) .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ( لتخذت ) بدون همزة على أنه ماضي ( تخذت ) المفتتح بتاء فوقية على أنه ماضي ( تخذ ) أوله فوقية وهو من باب علم .
( قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا [ 78 ] أما السفينة فكانت لمسكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا [ 79 ] وأما الغلام فكان أبوه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغينا وكفرا [ 80 ] فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاوة وأقرب رحما [ 81 ] وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صلحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا [ 82 ] ) المشار إليه بلفظ ( هذا ) مقدر في الذهن حاصل من اشتراط موسى على نفسه أنه إن سأله عن شيء بعد سؤاله الثاني فقد انقطعت الصحبة بينهما أي هذا الذي حصل الآن هو فراق بيننا كما يقال : الشرط أملك عليك أم لك . وكثيرا ما يكون المشار إليه مقدار في الذهن كقوله تعالى ( تلك الدار الآخرة ) . وإضافة ( فراق ) إلى ( بيني ) من إضافة الموصوف إلى الصفة . وأصل : فراق بيني أي حاصل بيننا أو من إضافة المصدر العامل في الظرف إلى معموله كما يضاف المصدر إلى مفعوله . وقد تقدم خروج ( بين ) عن الظرفية عند قوله تعالى ( فلما بلغا مجمع بينهما ) .
وجملة ( سأنبأك ) مستأنفة استئنافا بيانيا تقع جوابا لسؤال يهجس في خاطر موسى " عليه السلام " عن أسباب الأفعال التي فعلها الخضر " عليه السلام " وسأله عنها موسى فأنه قد وعده أن يحدث له ذكرا مما يفعله .
والتأويل : تفسير لشيء غير واضح وهو مشتق من الأول وهو الرجوع . شبه تحصيل المعنى على تكلف بالرجوع إلى المكان بعد السير إليه . وقد مضي في المقدمة الأولى من مقدمات هذا التفسير وأيضا عند قوله تعالى ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ) الخ من أول سورة آل عمران .
وفي صلة الموصول من قوله ( ما لم تستطع عليه صبرا ) تعريض باللوم على الاستعجال وعدم الصبر إلى أن يأتيه إحداث الذكر حسبما وعده بقوله ( فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ) .
والمساكين : هنا بمعنى ضعفاء المال الذين يرتزقون من جهدهم ويرق لهم لأنهم يكدحون دهرهم لتحصيل عيشهم . فليس المراد أنهم فقراء أشد الفقر كما في قوله تعالى ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) بل المراد بتسميتهم بالفقراء أنهم يرق لهم كما قال الحريري في المقامة الحادية والأربعين : ( مسكين ابن آدم وأي مسكين ) .
A E وكان أصحاب السفينة هؤلاء عملة يأجرون سفينتهم للحمل أو للصيد