وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأه الجمهور ( يقول ) بياء الغيبة " وضمير الغائب عائد إلى الله تعالى لدلالة المقام عليه وقرأ حمزة ( نقول ) بنون العظمة .
واليوم الذي يقع فيه يوم الحشر . والمعنى : يقول للمشركين كما دل عليه قوله ( الذين زعمتم ) أي زعمتموهم شركائي . وقدم وصفهم بوصف الشركاء قبل فعل الزعم تهكما بالمخاطبين وتوبيخا لهم ثم أردف بما يدل على كذبهم فيما ادعوا بفعل الدال على اعتقاد باطل .
والنداء : طلب الإقبال للنصرة والشفاعة .
والاستجابة : الكلام الدال على سماع النداء والأخذ في الإقبال على المنادي بنحو قول : لبيكم .
A E وأمره إياهم بمناداة شركائهم مستعمل في معناه مع إرادة لازمة وهو إظهار باطلهم بقرينة الزعم . ولذلك لم يسعهم إلا أن ينادوهم حيث قال ( فدعوهم ) لطمعهم فإذا نادوهم تبين لهم خيبة طمعهم . ولذلك عطف فعل الدعاء بالفاء الدالة على التعقيب . وأتى به في صيغة المضي للدلالة على تعجيل وقوعه حينئذ حتى كأنه قد انقضى .
والموبق : مكان الوبوق أي الهلاك . يقال : وبق مثل وعد ووجل وورث . والموبق هنا أريد به جهنم أي حين دعوا أصنامهم بأسمائهم كون الله فيما بين مكانهم ومكان أصنامهم فوهات جهنم ويجوز أن تكون جملة ( وجعلنا بينهم موبقا ) جملة حال أي وقد جعلنا بينهم موبقا تمهيدا لما من قوله ( ورأى المجرمون النار ) .
( ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا [ 53 ] ) عطف على جملة ( وجعلنا بينهم موبقا ) أي جعلنا الموبق ورآه المجرمون فذكر المجرمين إظهار في مقام الإضمار للدلالة على ما يفيد المجرمون من تلبسهم بما استحقوا به عذاب النار . وكذلك ب ( النار ) في مقام الإضمار للموبق للدلالة على أن الموبق هو النار فهو شبيه بعطف البيان .
والظن مستعمل هنا في معنى التحقق وهو من استعمالاته . ولعل اختياره هنا ضرب من التهكم بهم بأنهم رجحوا أن تلك النار أعدت لأجلهم في حين أنهم موقنون بذلك .
والمواقعة : مفاعلة من الوقوع وهو الحصول لقصد المبالغة أي واقعون فيها وقوع الشيء الحاصل في موقع يتطلبه فكأنه يقع هو فيه .
والمصرف : مكان الصرف أي التخلص والمجاوزة . وفي الكلام إيجاز تقديره : وحاولوا الانقلاب أو الانصراف فلم يجدوا عنها مصرفا أي مخلصا .
( ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا [ 54 ] ) عطف على الجمل السابقة التي ضربت فيها أمثال من قوله ( واضرب لهم مثلا رجلين ) وقوله ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا ) . ولما كان في ذلك لهم مقنع وما لهم منه مدفع عاد إلى التنويه بهدي القرآن عودا ناظرا إلى قوله ( واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك ) وقوله ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) فأشار لهم أن هذه الأمثال التي قرعت أسماعهم هي من جملة هدي القرآن الذي تبرموا منه . وتقدم الكلام على نظير هذه الآية عند قوله ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) في سورة الإسراء سوى أنه يتجه هنا أن يسال لم قدم في هذه الآية أحد متعلقي فعل التصريف على الآخر إذ قدم هنا قوله ( في هذا القرآن ) على قوله ( للناس ) عكس آية سورة الإسراء . وهو ما أشرنا إليه عند الآية السابقة من أن ذكر القرآن أهم من ذكر الناس بالأصالة ولا مقتضى للعدول عنه هنا بل الأمر بالعكس لأن الكلام جار في التنويه بشأن القرآن وأنه ينزل بالحق لا بهوى الأنفس .
والناس : اسم عام لكل من يبلغه القرآن في سائر العصور المستقبلة والمقصود على الخصوص المشركون . كما دل عليه جملة ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) فوزانه وزان قوله ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) . وسيجيء قوله ( ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق ) . وهذا يشبه العام الوارد على سبب خاص وقرائن خاصة