وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جملة ابتدائية رجع بها إلى مجاوبة صاحبه عن قوله ( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ) وعظه فيها بأنه لا يدري أن تصير كثرة ماله إلى قلة أو إلى اضمحلال وأن يصير القليل ماله ذا مال كثير .
وحذفت ياء المتكلم بعد نون الوقاية تخفيفا وهو كثير .
A E و ( أنا ) ضمير فصل فلذلك كان " أقل " منصوبا على أنه مفعول ثان ل ( ترني ) ولا اعتداد بالضمير . و ( عسى ) للرجاء وهو طلب الأمر القريب الحصول . ولعله أراد به الدعاء لنفسه وعلى صاحبه .
والحسبان : مصدر حسب كالغفران . وهو هنا صفة لموصوف محذوف أي هلاكا حسبانا أي مقدرا من الله كقوله تعالى ( عطاء حسابا ) . وقيل : الحسبان اسم جمع لسهام قصار يرمى بها في طلق واحد وليس له مفرد . وقيل : اسم جمع حسبانة وهي الصاعقة . وقيل : اسم للجراد . والمعاني الأربعة صالحة هنا والسماء : الجو المرتفع فوق الأرض .
والصعيد : وجه الأرض . وتقدم عند قوله تعالى ( فتيمموا صعيدا طيبا ) . وفسروه هنا بذلك فيكون ذكره هنا توطئة لإجراء الصفة عليه وهي ( زلقا ) .
وفي اللسان عن الليث " يقال للحديقة إذا خربت وذهب شجراؤها : قد صارت صعيدا أي أرضا مستوية لا شجر فيها " اه . وهذا إذا صح أحسن هنا ويكون وصفه ب ( زلقا ) مبالغة في انعدام النفع به بالمرة . لكني أظن أن الليث ابتكر هذا المعنى من هذه الآية وهو تفسير معنى الكلام وليس تبيينا لمدلول لفظ . صعيد . ونظيره قوله ( وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) في أول هذه السورة .
والزلق : مصدر زلقت الرجل إذا اضطربت وزلت على الأرض فلم تستقر . ووصف الأرض بذلك مبالغة أي ذات زلق أي هي مزلقة .
والغور : مصدر غار الماء إذا ساخ الماء في الأرض . ووصفه بالمصدر للمبالغة ولذلك فرع عليه ( فلن تستطيع له طلبا ) . وجاء بحرف توكيد النفي زيادة في التحقيق لهذا الرجاء الصادر مصدر الدعاء .
( وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا [ 42 ] ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا [ 43 ] ) كان صاحبه المؤمن رجلا صالحا فحقق الله رجاءه أو كان رجلا محدثا من محدثي هذه الأمة أو من محدثي الأمم الماضية على الخلاف في المعني بالرجلين في الآية ألهمه الله معرفة ما قدره في الغيب من عقاب في الدنيا للرجل الكافر المتجبر .
وإنما لم تعطف جملة ( وأحيط ) بفاء التفريع على رجاء صاحبه المؤمن إذ لم يتعلق الغرض في هذا المقام بالإشارة إلى الرجل المؤمن وإنما المهم التنبيه على أن ذلك حادث حل بالكافر عقابا له على كفره ليعلم السامعون أن ذلك جزاء أمثاله وأن ليس بخصوصية لدعوة الرجل المؤمن .
والإحاطة : الأخذ من كل جانب مأخوذة من إحاطة العدو بالقوم إذا غزاهم . وقد تقدمت في قوله تعالى ( إلا أن يحاط بكم ) في سورة يوسف وقوله ( إن ربك أحاط بالناس ) في سورة الإسراء .
والمعنى : أتلف ماله كله بأن أرسل على الجنة والزرع حسبان من السماء فأصبحت صعيدا زلقا وهلكت أنعامه وسلبت أمواله أو خسف بها بزلزال أو نحوه .
وتقدم اختلاف القراء في لفظ ( ثمر ) آنفا عند قوله تعالى ( وكان له ثمر ) .
وتقليب الكفين : حركة يفعلها المتحسر وذلك أن يقلبهما إلى أعلى ثم إلى قبالته تحسرا على ما صرفه من المال في إحداث تلك الجنة . فهو كناية عن التحسر ومثله قولهم : قرع السن من ندم وقوله تعالى ( عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) .
والخاوية : الخالية أي وهي خالية من الشجر والزرع والعروش : السقف . و ( على ) للاستعلاء . وجلسة ( على عروشها ) في موضع الحال من ضمير ( خاوية ) .
وهذا التركيب أرسله القرآن مثلا للخراب التام الذي هو سقوط سقوف البناء وجدرانه . وتقدم في قوله ( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ) في سورة البقرة على أن الضمير مراد به جدران القرية بقرينة مقابلته بعروشها إذ القرية هي المنازل المركبة من جدران وسقف ثم جعل ذلك مثلا لكل هلاك تام لا يبقي معه من الشيء الهالك .
وجملة ( ويقول ) حكاية لتندمه على ما فرط منه حين لا ينفعه الندم بعد حلول العذاب .
والمضارع للدلالة على تكرر ذلك القول منه