وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعلى هذا الوجه فوجه كون هذا الجعل لهم ظاهر لأن الآجال آجالهم . وكونه لا ريب فيه أيضا ظاهر لأنهم لا يرتابون في أن لحياتهم آجالا . وقد تضمن قوله ( وجعل لهم أجلا ) تعريضا بالمنة بنعمة الإمهال على كلا المعنيين وتعريضا بالتذكير بإفاضة الأرزاق عليهم في مدة الأجل لأن في ذكر خلق السماء والأرض تذكيرا بما تحتويه السماوات والأرض من الأرزاق وأسبابها .
وجملة ( فأبى الظالمون إلا كفورا ) تفريع على الجملتين باعتبار ما تضمنتاه من الإنكار والتعجيب . أي علموا أن الذي خلق السماوات والأرض قادر على إعادة الأجسام ومع علمهم أبوا إلا كفورا . فالتفريع من تمام الإنكار عليهم والتعجيب من حالهم .
واستثناء المفور من الإباية تأكيد للشيء بما يشبه ضده .
والكفور : جحود النعمة وتقدم آنفا . واختير ( الكفور ) هنا تنبيها على أنهم كفروا بما يجب اعتقاده وكفروا نعمة المنعم عليهم فعبدوا غير المنعم .
( قل لو تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا [ 100 ] ) اعتراض ناشئ عن بعض مقترحاتهم التي توهموا عدم حصولها دليلا على انتفاء إرسال بشير فالكلام استئناف لتكملة رد شبهاتهم . وهذا رد لما تضمنه قولهم ( حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) إلى قوله ( تفجيرا ) وقولهم ( أو يكون لك بيت من زخرف ) من تعذر حصول ذلك لعظيم قيمته .
ومعنى الرد : أن هذا ليس بعظيم في جانب خزائن رحمة الله لو شاء أن يظهره لكم .
A E وأدمج في هذا الرد بيان ما فيهم من البخل عن الإنفاق في سبيل الخير . وأدمج في ذلك أيضا تذكيرهم بأن الله أعطاهم من خزائن رحمته فكفروا نعمته وشكروا الأصنام التي لا نعمة لها . ويصلح لأن يكون هذا خطابا للناس كلهم مؤمنهم وكافرهم كل على قدر نصيبه .
وشأن ( لو ) أن يليها الفعل ماضيا في الأكثر أو مضارعا في اعتبارات فهي مختصة بالدخول على الأفعال فإذا أوقعوا الاسم بعدها في الكلام وأخروا الفعل عنه فإنما يفعلون ذلك لقصد بليغ : إما لقصد التقوي والتأكيد للإشعار بأن ذكر الفعل بعد الأداة ثم ذكر فاعله ثم ذكر الفعل مرة ثانية تأكيد وتقوية ؛ مثل قوله ( وإن أحد من المشركين استجارك ) وإما للانتقال من التقوي إلى الاختصاص بناء على أنه ما قدم الفاعل من مكانه إلا لقصد طريق غير مطروق . وهذا الاعتبار هو الذي يتعين التخريج عليه في هذه الآية ونحوها من الكلام البليغ ومنه قول عمر لأبي عبيدة " لو غيرك قالها " .
والمعنى : لو أنتم أخصصتم بملك خزائن رحمة الله دون الله لما أنفقتم على الفقراء شيئا . وذلك أشد في التقريع وفي الامتنان بتخييل أن إنعام غيره كالعدم .
وكلا الاعتبارين لا يناكد اختصاص " لو " بالأفعال للاكتفاء بوقوع الفعل في حيزها غير موال إياها وموالاته إياها أمر أغلبي ولكن لا يجوز أن يقال : لو أنت عالم لبذذت الأقران .
واختير الفعل المضارع لأن المقصود فرض أن يملكوا ذلك في المستقبل .
و ( أمسكتم ) هنا منزل منزلة اللازم فلا يقدر له مفعول لأن المقصود : إذن لاتصفتم بالإمساك أي البخل . يقال : فلان ممسك أي بخيل . ولا يراد أنه ممسك شيئا معينا .
وأكد جواب ( لو ) بزيادة حرف ( إذن ) فيه لتقويه معنى الجوابية ولأن في " إذن " معنى الجزاء كما تقدم آنفا عند قوله ( قل لو كان معه آلهة كما تقولون إذن لا بتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) . ومنه قول بشر بن عوانة : .
أفاطم لو شهدت ببطن خبت ... وقد لقى الهزبر أخاك بسرا .
إذن لرأيت ليثا أم ليثا ... هزبرا أغلبا لاقى هزبرا وجملة ( وكان الإنسان فتورا ) حالية أو اعتراضية في آخر الكلام وهي تفيد تذييلا لأنها عامة الحكم . فالواو فيها ليست عاطفة .
والقتور : الشديد البخل مشتق من القتر وهو التضييق في الإنفاق .
( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا [ 101 ] قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا [ 102 ] )