وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

انتقال من غرض التهديد بعاجل العذاب في الدنيا الذي في قوله ( ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر ) إلى قوله ( ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ) إلى ذكر حال الناس في الآخرة تبشيرا وإنذارا فالكلام استئناف ابتدائي والمناسبة ما علمت . ولا يحسن لفظ ( يوم ) للتعلق بما قبله من قوله ( وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) على أن يكون تخلصا من ذكر التفضيل إلى ذكر اليوم الذي تظهر فيه فوائد التفضيل فترجح أنه ابتداء مستأنف استئنافا ابتدائيا ففتحه ( يوم ) إما فتحه إعراب على أنه مفعول به لفعل شائع الحذف في ابتداء العبر القرانية وهو فعل ( اذكر ) فيكون ( يوم ) هنا اسم زمان مفعولا للفعل المقدر وليس ظرفا .
والفاء في قوله ( فمن أوتي ) للتفريع لأن فعل ( اذكر ) المقدر يقتضي أمرا عظيما مجملا فوقع تفضيله بذكر الفاء وما بعدها فإن التفصيل ينفرع على الإجمال .
وإما أن تكون فتحته بناء الإضافة اسم الزمان إلى الفعل وهو إما في محل رفع بالابتداء وخبره وجملة ( فمن أوتي كتابه بيمينه ) . وزيدت الفاء في الخبر على رأي الأخفش وقد حكي ابن هشام عن ابن برهان أن الفاء تزداد في الخبر عند جميع البصريين ما عدا سيبويه وإما ظرف لفعل محذوف دل عليه التقسيم الذي بعده أعني قوله ( فمن أوتي كتابه بيمينه ) إلى قوله ( وأضل سبيلا ) وتقدير المحذوف : تتفاوت الناس وتتغابن . وبين تفصيل ذلك المحذوف بالتفريع بقوله ( فمن أوتي كتابه ) الخ .
والإمام : ما يؤتم به أي يعمل على مثل عمله أو سيرته . والمراد به هنا مبين ألين من دين حق للأمم المؤمنة ومن دين كفر وباطل للأمم الضالة .
ومعنى دعاء الناس أن يدعى يا أمة فلان ويا أتباع فلان مثل : يا أمة محمد يا أمة موسى يا أمة عيسى ومثل : يا أمة زرادشت ويا أمة برهما ويا أمة بوذا ومثل : يا عبدة العزي يا عبدة بعل يا عبدة نسر .
والباء للتعدية فعل ( ندعو ) لأنه يتعدى بالباء يقال : دعوته بكنيته وتداعوا بشعارهم .
وفائدة ندائهم بمتبوعيهم التعجل بالمسرة لاتباع الهداة وبالمساءة لاتباع الغواة لأنهم إذا دعوا بذلك رأوا متبوعيهم في المقامات المناسبة لهم فعلموا مصيرهم .
وفرع على هذا قوله ( فمن أوتي كتابه بيمينه ) تفريع التفصيل لما أجمله قوله ( ندعو كل أناس بإمامهم ) أي الناس من يؤتى كتابه أي كتاب أعماله بيمينه .
وقوله ( فمن أوتي ) عطف على مقدر يقتضيه قوله ( تدعو كل أناس بإمامهم ) أي فيؤتون كتبهم أي صحائف أعمالهم .
وإيتاء الكتاب باليمين إلهام صاحبه إلى تناوله باليمين . وتلك علامة عناية بالمأخوذ لأن اليمين يأخذ بها من يعزم عملا عظيما قال تعالى ( لأخذنا منه باليمين ) وقال النبي A : " من تصدق بصدقة من كسب طيبا ولا يقبل الله طيبا تلقاها الرحمان بيمينه وكلتا يديه يمين... " الخ وقال الشماخ : .
إذا ما رأية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين وأما أهل الشقاوة فيؤتون كتبهم بشمائلهم كما في آية الحاقة ( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ) .
والإتيان باسم الإشارة بعد فاء جواب ( أما ) للتنبيه على أنهم دون غيرهم يقرؤون كتابهم لأن في اطلاعهم على ما فيه من فعل الخير والجزاء عليه مسرة لهم ونعيما بتذكير ومعرفة ثوابه وذلك شأن كل صحيفة تشتمل على ما يسر وعلى تذكر الأعمال الصالحة كما يطالع المرء أخبار سلامة أحبائه وأصدقائه ورفاهة حالهم فتوفر الرغبة في قراءة أمثال هذه الكتب شنشنة معروفة .
وأما الفريق الآخر فسكت عن قراءة كتابهم هنا . وورد في الآية التي قبلها في هذه السورة ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) . والظلم مستعمل هنا بمعنى النقص كما في قوله تعالى ( كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا ) لأن غالب الظلم يكون بانتزاع بعض ما عند المظلوم فلزمه النقصان فأطلق عليه مجازا مرسلا . ويفهم من هذا أن ما يعطاه من الجزاء مما يرغب الناس في ازداده .
والفتيل : شبه الخيط تكون في شق النواة وتقدم في قوله تعالى ( بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ) في سورة النساء وهو مثل للشيء الحقير التافه أي لا ينقصون شيئا ولو قليلا جدا .
A E