وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( عليهم ) متعلق ب ( وكيلا ) . وقدم على متعلقه للاهتمام وللرعاية على الفاصلة .
A E ( وربك أعلم بمن في السماوات ولأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا [ 55 ] ) تماثل القرينتين في فاصلتي هذه الآية من كلمة ( والأرض ) وكلمة ( على بعض ) يدل دلالة واضحة على أنهما كلام مرتبط بعضه ببعض وأن ليس قوله ( وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ) تكملة لآية ( ربكم أعلم بكم ) الآية .
وتغيير أسلوب الخطاب في قوله ( وربك أعلم ) بعد قوله ( ربكم أعلم بكم ) إيماء إلى أن الغرض من هذه الجملة عائد إلى شأن من شؤون النبي A التي لها مزيد اختصاص به تقفية على إبطال أقوال المشركين في شؤون الصفات الإلهية . بإبطال أقوالهم في أحوال النبي بغرورهم أنه لم يكن من عظماء أهل بلادهم وقادتهم وقالوا : أبعث الله يتيم أبي طالب رسولا أبعث الله بشرا رسولا . فأبكتهم الله بهذا الرد بقوله ( وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ) فهو العالم حيث يجعل رسالته .
وكان قوله ( وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ) كالمقدمة لقوله ( ولقد فضلنا بعض النبيين ) الآية . أعاد تذكيرهم بأن الله أعلم منهم بالمتساهل للرسالة بحسب ما أعده الله فيه من الصفات القابلة لذلك كما قال تعالى عنهم ( قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل الله . الله أعلم حيث يجعل رسالاته ) في سورة الأنعام .
وكان الحكم في هذه المقدمة على عموم الموجودات لتكون بمنزلة الكلية التي يؤخذ كل حكم لجزيئلتها لأن المقصود بالإبطال من أقوال المشركين جامع لصور كثيرة من أحوال الموجودات من البشر والملائكة وأحوالهم لأن بعض المشركين أحالوا إرسال رسولا من البشر . وبعضهم أحالوا إرسال رسول ليس من عظمائهم وبعضهم أحالوا إرسال من لا يأتي بمثل ما جاء به موسى " عليه السلام " . وذلك يثير أحوالا جمة من العصور والرجال والأمم أحياء وأمواتا . فلا جرم كان للتعميم موقع عظيم في قوله ( بمن في السماوات والأرض ) . وهو أيضا كالمقدمة لجملة ( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ) مشيرا إلى أن تفاضل الأنبياء ناشئ على ما أودعه الله فيهم من موجبات التفاضل . وهذا إيجاز تضمن إثبات النبوة وتقررهما فيما مضى مما لا يقبل لهم بإنكاره وتعدد الأنبياء مما يجعل محمدا A ليس بدعا من الرسل وإثبات التفاصيل بين الأفراد من البشر . فمنهم رسول ومنهم مرسل إليهم وإثبات التفاضل بين أفراد الصنف الفاضل . وتقرر ذلك فيما مضى تقررا لا يستطيع إنكاره إلا مكابر بالتفاضل حتى بين الأفضلين سنة إلهية مقررة لا نكران لها .
فعلم أن طعنهم في نبوة محمد A طعن مكابرة وحسد .
كما قال تعالى في شأن اليهود ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ) في سورة النساء .
وتخصيص داود " عليه السلام " بالذكر عقب هذه القضية العامة وجهة صاحب الكشاف ومن تبعه بأن فائدة التلميح إلى أن محمدا A أفضل الأنبياء وأمته أفضل الأمم لأن في الزبور أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون . وهذا حسن . وأنا أرى أن يكون وجه هذا التخصيص الإيماء إلى أن كثيرا من الأحوال المرموقة في نظر الجاهلين وقاصري الأنضار بنظر الغضاضة هي أحوال لا تعوق أصحابها عن الصعود في مدارج الكمال التي اصطفاها الله لها وأن التفضيل بالنبوة والرسالة لا ينشأ عن عظمة سابقتا فإن داود " عليه السلام " كان راعيا من رعاة الغنم في بني إسرائيل . وكان ذا قوة في الرمي بالحجر فأمر الله شاول ملك بني إسرائيل أن يختار داود لمحاربة جالود الكنعاني فلما قتل داود جالود آتاه الله النبوة وصيره ملكا بإسرائيل فهو النبي الذي تجلا فيه اصطفاء الله تعالى لمن لم يكن ذا عظمة وسيادة .
وذكر إيتائه الزبور هو محل التعريض للمشركين بأن المسلمين سيرثون أرضهم وينتصرون عليهم لأن ذلك مكتوب في الزبور كما تقدم آنفا . وقد أوتي داود الزبور ولم يؤت أحد من أنبياء بني إسرائيل كتابا بعد موسى " عليه السلام " وذكر داود تقدم في سورة الأنعام وفي آخر سورة النساء .
وأما الزبور فذكر عند قوله تعالى ( وآتينا داود زبورا ) في آخر سورة النساء