وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ ابن عامر ( فتنوا ) " بفتح الفاء والتاء " على البناء للفاعل وهي لغة في افتتن بمعنى وقع في الفتنة .
( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون [ 111 ] ) يجوز أن يكون هذا استئنافا وتذييلا بتقدير : اذكر يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وقع عقب التحذير والوعيد وعيدا للذين أنذروا ووعدا للذين بشروا .
ويجوز أن يكون متصلا بقوله ( إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) فيكون انتصاب ( يوم تأتي كل نفس ) على الظرفية ( لغفور رحيم ) أي يغفر لهم ويرحمهم يوم القيامة بحيث لا يجدون أثرا لذنوبهم التي لا يخلو عنها غالب الناس ويجدون رحمة من الله بهم يومئذ . فهذا المعنى هو مقتضى الإتيان بهذا الظرف .
والمجادلة : دفاع بالقول للتخلص من تبعة فعل . وتقدم عند قوله تعالى ( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ) في سورة النساء .
A E والنفس الأول : بمعنى الذات والشخص كقوله ( أن النفس بالنفس ) والنفس الثانية ما به الشخص شخص فالاختلاف بينهما بالاعتبار كقول أعرابي قتل أخوه ابنا له " من الحماسة " : .
أقول للنفس تأساء وتسلية ... إحدى يدي أصابتني ولم ترد وتقدم في قوله ( وتنسون أنفسكم ) في سورة البقرة .
وذلك أن العرب يستشعرون للإنسان جملة مركبة من جسد وروح فيسمنها النفس أي الذات وهي ما يعبر عنه المتكلم بضمير " أنا " ويستشعرون للإنسان قوة باطنية بها إدراكه ويسمونها نفسا أيضا . ومنه أخذ علماء المنطق اسم النفس الناطقة .
والمعنى : يأتي كل أحد يدافع عن ذاته أي يدافع بأقواله ليدفع تبعات أعماله . ففاعل المجادلة وما هو في قوة مفعوله شيء واحد . وهذا قريب من نوع وقوع الفاعل والمفعول شيئا واحد في أفعال الظن والدعاء بكثرة مثل : أراني فاعلا كذا وقولهم : عد متني وفقدتني وبقلة في غير ذلك مع الأفعال نحو قول امرئ القيس : .
قد بت أحرسني وحدي ويمنعني ... صوت السباع به يضبحن والهام وتوفى تعطي شيء وافيا أي كاملا غير منقوص ( وما علمت ) مفعول ثان ل ( توفى ) وهو على حذف مضاف تقديره : جزاء ما علمت أي من ثواب أو عقاب وإظهار كل نفس في مقام الإضمار لتكون الجملة مستقلة فتجري مجرى المثل .
والظلم : الاعتدال على الحق . وأطلق هنا على مجاوزة الحد المعين للجزاء في الشر والإجحاف عنه الخير لأن الله لما عين الجزاء على الشر ووعد بالجزاء على الخير صار ذلك كالحق لكل فريق . والعلم بمراتب هذا التحديد مفوض لله تعالى ( ولا يظلم ربك أحدا ) .
وضمير ( وهم لا يظلمون ) عائدان إلى كل نفس بحسب المعنى . لأن ( كل نفس ) يدل على جمع من النفوس .
وزيادة هذه الجملة للتصريح بمفهوم ( وتوفى كل نفس ما علمت ) لأن توفية الجزاء على العمل تستلزم كون تلك التوفية عدلا فصرح بهذا اللازم بطريقة نفي ضده وهو نفي الظلم عنهم وللتنبيه على أن العدل من صفات الله تعالى . وحصل مع ذلك تأكيد المعنى الأول .
( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون [ 112 ] ) عطف عظة على عظه . والمعطوف عليها هي جمل الامتنان بنعم الله تعالى عليهم في قوله ( وما بكم من نعمة فمن الله ) وما اتصل بها إلى قوله ( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ) . فانتقل الكلام بعد ذلك بتهديد من قوله ( ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ) .
فبعد أن توعدهم بقوارع الوعيد بقوله ( ولهم عذاب أليم ) وقوله ( فعليهم غضب من الله عذاب عظيم ) إلى قوله ( لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون ) عاد الكلام إلى تهديدهم بعذاب في الدنيا بأن جعلهم مضرب مثل لقرية عذبت عذاب الدنيا أو جعلهم مثلا وعظة لمن يأتي بمثل ما أتوا به من إنكار نعمة الله .
ويجوز أن يكون المعطوف عليها جملة ( يوم تأتي كل نفس ) الخ . على اعتبار تقدير ( اذكر ) أي اذكر لهم هول يوم تأتي كل نفس تجادل الخ . وضرب الله مثلا لعذابهم في الدنيا شأن قرية كانت آمنة الخ