وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( هؤلاء ) إشارة إلى حاضر في الذهن وهم المشركون الذين أكثر الحديث عليهم . وقد تتبعت مواقع أمثال اسم الإشارة هذا في القرآن فرأيته يعني به المشركون من أهل مكة . وتقدم بيانه عند قوله تعالى ( وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) في سورة النساء وقوله تعالى ( فإن يكفر بها هؤلاء ) في سورة الأنعام .
( ونزلنا عليك الكتاب تبين لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين [ 89 ] ) عطف على جملة ( وجئنا بك شهيدا ) أي أرسلناك شهيدا على المشركين وأنزلنا عليك القرآن لينتفع به المسلمون فرسول الله A شهيد على المكذبين ومرشد للمؤمنين .
وهذا تخلص للشروع في تعداد النعم على المؤمنين من نعم الإرشاد ونعم الجزاء على الأمثال وبيان بركات هذا الكتاب المنزل لهم .
وتعريف الكتاب للعهد وهو القرآن .
و ( تبيانا ) مفعول لأجله . والتبيان مصدر دال على المبالغة غي المصدرية ثم أريد به اسم الفاعل فحصلت مبالغتان وهو " بكسر التاء " ولا يوجد مصدر بوزن تفعال " بكسر التاء " إلا تبيان بمعنى البيان كما هنا . وتلقاء بمعنى اللقاء لا بمعنى النكان وما سوى ذلك من المصادر الواردة على هذا الزنة " بفتح التاء " .
وأما أسماء الذوات والصفات الواردة على هذه الزنة فهي " بكسر التاء " وهي قليلة عد منها : تمثال وتننبال للقصير . وأنهاها ابن مالك في نظم الفوائد إلى أربع عشر كلمة و ( كل شيء ) يفيد العموم إلا أنه عموم عرفي في دائرة ما لمثله تجيء الأديان والشرائع : من إصلاح النفوس وإكمال الأخلاق وتقويم المجتمع المدني وتبين الحقوق وما تتوقف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية وصدق الرسول A وما يأتي من خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق الكونية ووصف أحوال الأمم وأسباب فلاحها وخسارها والموعظة بآثارها بشواهد التاريخ وما يتخلل ذلك من قوانينهم وحضاراتهم وصنائعهم .
وفي خلال ذلك كله أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف صالحة لأن تكون بيانا لكل شيء على وجه العموم الحقيقي إن سلك في بيانها طريق التفصيل واستنير فيها بما شرح الرسول A وما قفاه به أصحابه وعلماء أمته ثم ما يعود إلى الترغيب والترهيب من وصف ما أعد للطائعين وما أعد للمعرضين ووصف عالم الغيب والحياة الآخرة . ففي كل ذلك بيان لكل شيء يقصد بيانه للتبصر في هذا الغرض الجليل فيؤول ذلك العموم العرفي بصريه إلى عموم حقيقي بضمنه ولوازمه . وهذا من أبدع الإعجاز .
وخص بالذكر الهدى والرحمة والبشرى لأهميتها فالهدى ما يرجع من التبيان إلى تقويم العقائد والأفهام والإنقاذ من الضلال . والرحمة ما يرجع منه إلى سعادة الحياتين الدنيا والأخرى والبشرى ما فيه من الوعد بالحسنيين الدنيوية والأخروية .
وكل ذلك للمسلمين دون غيرهم لما أعرضوا عنه حرموا أنفسهم الانتفاع بخواصه كلها .
فاللام في ( لكل شيء ) متعلق بالتبيان وهي لام التقوية لأن ( كل شيء ) في معنى المفعول به ل ( تبيانا ) . واللام في ( للمسلمين ) لام العلة بتنازع تعلقها ( تبيان وهدى ورحمة وبشرى ) وهذا هو الوجه .
( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآءي ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [ 90 ] ) لما جاء أن هذا القرآن تبيان لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين حسن التخلص إلى تبيان أصول الهدى في التشريع للدين الإسلامي العائدة إلى الأمر والنهي إذ الشريعة كلها أمر ونهي والتقوى منحصرة في الامتثال والاجتناب . فهذه الآية استئناف لبيان كون الكتاب تبيانا لكل شيء فهي جامعة أصول التشريع .
وافتتاح الجملة بحرف التوكيد للاهتمام بشأن ما حوته . وتصديرها باسم الجلالة للتشريف وذكر ( يأمر ) ( وينهى ) دون أن يقال : اعدلوا واجتنبوا الفحشاء للتشويق . ونظيره ما في الحديث ( إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا ) الحديث .
A E