وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمتاع أعم من الأثاث فيشمل الأعدال والخطم والرحائل وللبود والعقل .
فالمتاع : ما يتمتع به وينتفع وهو مشتق من المتع وهو الذهاب بالشيء ولملاحظة استقاقه تعلق به إلى حين . والمقصود من هذا المتعلق الوعظ بأنها أو أنهم صائرون إلى زوال يحول دون الانتفاع بها ليكون الناس على أهبة واستعداد للآخرة فيتبعوا ما يرضي الله تعالى كما قال ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) .
A E ( والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون [ 81 ] ) عطف على أخواتها .
والقول في نظم ( والله جعل لكم ) كالقول في نظائره المتقدمة .
وهذا امتنان بنعمة الإلهام إلى التوقي من أضرار الحر والقر في حالة الانتقال أعقبت به المنة بذلك في حال الإقامة والسكنى وبنعمة خلق الأشياء التي يكون بها ذلك التوقي باستعمال الموجود وصنع ما يحتاج إليه الإنسان من اللباس إذ خلق الله الظلال صالحة للتوقي من حر الشمس وخلق الكهوف في الجيال ليمكن اللجأ إليها وخلق مواد اللباس مع الإلهام إلى صناعة نسجها وخلق الحديد لاتخاذ الدروع للقتال .
و ( من ) في ( مما خلق ) ابتدائية .
والظلال تقدم الكلام عليه عند قوله تعالى ( يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل ) آنفا لأن الظلال آثار حجب الأجسام ضوء الشمس من الوقوع على الأرض .
والأكنان : جمع كن " بكسر الكاف " وهو فعل بمعنى مفعول أي مكنون فيه وهي الغيران والكهوف .
و ( من ) في قوله تعالى ( مما خلق ) و ( من الجبال ) للتبعيض . كانوا يأوون إلى الكهوف في شدة حر الهجير أو عند اشتداد المطر كما ورد في حديث الثلاثة الذين سألوا الله بأفضل أعمالهم في صحيح البخاري .
والسرابيل : جمع سربال وهو القميص يقي الجسد حر الشمس كما يقيه البرد .
وخص الحر هنا لأنه أكثر أحوال بلاد المخاطبين في وقت نزولها . على أنه لما ذكر الدفء في قوله تعالى ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ) ذكر ضده هنا .
والسرابيل التي تقي البأس : هي دروع الحديد . ولها من أسماء القميص الدرع والسربال والبدن .
والبأس : الشدة في الحرب . وإضافة إلى الضمير على معنى التوزيع أي تقي بعضكم بأس بعض كما فسر به قوله تعالى ( ويذيق بعضكم بأس بعض ) وقال تعالى ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) وهو بأس السيوف وقوله تعالى ( وعلمناه صنعة لبوس لكم ليحصنكم من بأسكم ) .
وجملة ( كذلك يتم نعمته عليكم ) تذييل لما ذكر من النعم والمشار إليه هو ما في النعم المذكورة من الإتمام أو إلى الإتمام المأخوذ من ( يتم ) .
و ( لعل ) للرجاء استعملت في معنى الرغبة أي رغبة في أن تسلموا أي تتبعوا دين الإسلام الذي يدعوكم إلى ما مآله شكر نعم الله تعالى .
وتقدم تأويل معنى الرجاء في كلام الله تعالى من سورة البقرة .
( فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين [ 82 ] ) تفريع على جملة ( لعلكم تسلمون ) وقع اعتراضا بين جملة ( كذلك يتم نعمته عليكم ) وجملة ( ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ) .
وقد حول الخطاب عنهم إلى خطاب النبي A وهو نوع من الالتفات من أسلوب إلى أسلوب والتفات عمن كان الكلام موجها إليه بتوجيه الكلام إلى شخص آخر .
والمعنى : كذلك يتم نعمته عليكم لتسلموا فإن لم يسلموا فإنما عليك البلاغ .
والمقصود : تسلية النبي A على عدم استجابتهم .
والتولي : الإعراض . وفعل ( تولوا ) هنا بصيغة المضي أي فإن أعرضوا عن الدعوة فلا تقصير منك ولا غضاضة عليك فإنك قد بلغت البلاغ المبين للمحجة .
والقصر إضافي أي ما عليك إلا البلاغ لا تقليب قلوبهم إلى الإسلام أو لا تولي جزاءهم على الإعراض بل علينا جزاؤهم كقوله تعالى ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) .
وجعل هذا جوابا لجملة ( فإن تولوا ) من إقامة السبب والعلة مقام المسبب والمعلول : وتقدير الكلام : فإن تولوا فلا تقصير ولا مؤاخذة عليك لأنك ما عليك إلا البلاغ . ونظير هذه قوله تعالى ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين )