وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( الظلمات والنور ) استعارة للكفر والإيمان لأن الكفر يجعل صاحبه في حيرة فهو كالظلمة في ذلك والإيمان يرشد إلى الحق فهو كالنور في إيضاح السبيل . وقد يستخلص السامع من ذلك تمثيل حال المنغمس في الكفر بالمتحير في ظلمة وحال انتقاله إلى الإيمان بحال الخارج من ظلمة إلى مكان نير .
وجمع ( الظلمات ) وإفراد ( النور ) تقدم في أول سورة الأنعام .
والباء في ( بإذن ربهم ) للسببية والأذن : الأمر بفعل يتوقف على رضى الآمر به وهو أمر الله إياه بإرساله إليهم لأنه هو الإذن الذي يتعلق بجميع الناس كقوله ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ) . ولما كان الإرسال لمصلحتهم أضيف الإذن إلى وصف الرب المضاف إلى ضمير الناس أي بإذن الذي يدبر مصالحهم .
وقوله ( إلى صراط العزيز الحميد ) بدل من ( النور ) بإعادة الجار للمبدل منه لزيادة بيان المبدل منه اهتماما به وتأكيد للعامل كقوله تعالى ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم ) في سورة الأعراف .
ومناسبة الصراط المستعار للدين الحق لاستعارة الإخراج والظلمات والنور ولما يتضمنه من التمثيل ظاهرة .
واختيار وصف ( العزيز الحميد ) من بين الصفات العلى لمزيد مناسبتها للمقام لأن الذي لا يغلب . وإنزال الكتاب برهان على أحقية ما أراده الله من الناس فهو به غالب للمخالفين مقيم الحجة عليهم .
والحميد : بمعنى المحمود لأن في إنزال هذا الكتاب نعمة عظيمة ترشد إلى حمده عليه وبذلك استوعب الوصفان الإشارة إلى الفريقين من كل منساق إلى الاهتداء من أول وهلة ومن مجادل صائر إلى الاهتداء بعد قيام الحجة ونفاذ الحيلة .
( الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر " برفع اسم الجلالة " على أنه خبر عن مبتدإ محذوف . والتقدير : هو ( أي العزيز الحميد ) الله الموصوف بالذي له ما في السماوات والأرض . وهذا الحذف جار على حذف المسند إليه عند علماء المعاني تبعا للسكاكي بالحذف لمتابعة الاستعمال أي استعمال العرب عند ما يجري ذكر موصوف بصفات أن ينتقلوا من ذلك إلى الإخبار عنه بما هو أعظم مما تقدم ذكره ليكسب ذلك الانتقال تقريرا للغرض كقول إبراهيم الصولي : .
سأشكر عمرا إن تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلت .
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت أي هو فتى من صفته كيت وكيت .
وقرأه الباقون إلا رويسا عن يعقوب " بالجر " على البدلية من ( العزيز الحميد ) وهي طريقة عربية . ومآل القراءتين واحد وكلتا الطريقتين تفيد أن المستقل إليه أجدر بالذكر عقب ما تقدمه فإن اسم الجلالة أعظم من بقية الصفات لأنه علم الذات الذي لا يشاركه موجود في إطلاقه ولا في معناه الأصلي المنقول منه إلى العلمية إلا أن الرفع أقوى وأفخم .
وقرأه رويس عن يعقوب " بالرفع " إذا وقف على قوله ( الحميد ) وابتدئ باسم ( الله ) فإذا وصل ( الحميد ) باسم ( الله ) جر اسم الجلالة على البدلية .
A E وإجراء الوصف بالموصول على اسم الجلالة لزيادة التفخيم لا للتعريف . لأن ملك سائر الموجودات صفة عظيمة والله معروف بها عند المخاطبين . وفيه تعريض بأن صراط غير الله من طرق آلهتهم ليس بواصل إلى المقصود لنقصان ذويه . وفي ذكر هذه الصلة إدماج تعريض بالمشركين الذين عبدوا ما ليس له السماوات والأرض .
( وويل للكافرين من عذاب شديد [ 2 ] الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد [ 3 ] ) لما أفاد قوله ( إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) تعريضا بالمشركين الذين اتبعوا صراط غير الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض عطف الكلام إلى تهديدهم وإنذارهم بقوله ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) . أي للمشركين به آلهة أخرى .
وجملة ( وويل للكافرين ) إنشاء دعاء عليهم في مقام الغضب والذم مثل قولهم : ويحك فعطفه من عطف الإنشاء على الخبر