وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفرع على الجملتين ( أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ) استفهاما إنكاريا إنكارا لانتفاء يأس الذين آمنوا أي فهم حقيقيون بزوال يأسهم وأن يعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا .
وفي هذا الكلام زيادة تقرير لمضمون جملة ( قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب ) .
و ( ييأس ) بمعنى يوقن ويعلم ولا يستعمل هذا الفعل إلا مع " أن " المصدرية وأصله مشتق من الياس الذي هو تيقن عدم حصول المطلوب بعد البحث فاستعمل في مطلق اليقين على طريقة المجاز المرسل بعلاقة اللزوم لتضمن معنى اليأس معنى العلم وشاع ذلك حتى صار حقيقة ومنه سحيهم بن وثيل الريحاني .
أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني ... ألم تأيسوا أني ابن فارس زهدم وشواهد أخرى .
وقد قيل : إن استعمال يئس بمعنى علم لغة هوازن أو لغة بني وهبيل " فخذ من النخع سمي باسم جد " وليس هنالك ما يلجئ إلى هذا . هذا إذا جعل ( أن لو يشاء الله ) مفعولا ل ( ييأس ) . ويجوز أن يكون متعلق ( ييأس ) محذوفا دل عليه المقام . تقديره : من إيمان هؤلاء ويكون ( أن لو يشاء الله ) مجرورا بلام تعليل محذوفة . والتقدير : لأنه لو يشاء الله لهدى الناس فيكون تعليلا لإنكار عدم يأسهم على تقدير حصوله .
( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل من دارهم حتى يأتي وعد الله لا يخلف الميعاد [ 31 ] ) A E معطوفة على جملة ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) على بعض الوجوه في تلك الجملة . وهي تهديد بالوعيد على تعنتهم وإصرارهم على عدم الاعتراف بمعجزة القرآن وتهكمهم باستعجال العذاب الذي توعدوا به فهددوا بما سيحل بهم من الخوف بحلول الكتائب والسرايا بهم تنال الذين حلت فيهم وتخييف من حولهم حتى يأتي وعد الله بيوم بدر أو فتح مكة .
واستعمال ( لا يزال ) في أصلها تدل على الإخبار باستمرار شيء واقع فإذا كانت هذه الآية مكية تعين أن تكون نزلت عند وقوع بعض الحوادث المؤلمة بقريش من جوع أو مرض . فتكون هذه الآية تنبيها لهم بأن ذلك عقاب من الله تعالى ووعيد بأن ذلك دائم فيهم حتى يأتي وعد الله . ولعلها نزلت في مدة إصابتهم بالسنين السبع المشار إليها بقوله تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ) .
ومن جعلوا هذه السورة مدنية فتأويل الآية عندهم أن القارعة السرية من سرايا المسلمين التي تخرج لتهديد قريش ومن حولهم . وهو لا ملجئ إليه .
والقارعة : في الأصل وصف من القرع . وهو ضرب جسم بجسم آخر . يقال : قرع الباب إذا ضربه بيده بحلقة . ولما كان القرع يحدث صوتا مباغتا يكون مزعجا لأجل تلك البغتة صار القرع مجازا للمباغتة والمفاجأة ومثله الطرق وصاغوا من هذا الوصف صيغة تأنيث إشارة إلى موصوف ملتزم الحذف اختصارا لكثرة الاستعمال وهو ما يؤول بالحادثة أو الكائنة أو النازلة كما قالوا : داهية وكارثة أي نازلة موصوفة بالإزعاج فإن بغت المصائب أشد وقعا على النفس . ومنه تسمية ساعة البعث بالقارعة .
والمراد هنا الحادثة المفجعة بقرينة إسناد الإصابة إليها . وهي مثل الغارة والمكارثة تحل فيهم فتصيبهم عذابا أو تقع بالقرب منهم فيصيبهم الخوف من تجاوزها إليهم فليس المراد بالقارعة الغزو والقتال لأنه لم يتعارف إطلاق اسم القارعة على موقعة القتال . ولذلك لم يكن في الآية ما يدل على أنها مما نزل بالمدينة .
ومعنى ( بما صنعوا ) بسبب فعلهم وهو كفرهم وسوء معاملتهم نبيهم وأتى في ذلك بالموصول لأنه أشمل لأعمالهم .
وضمير ( تحل ) عائد إلى ( قارعة ) فيكون ترديدا لحالهم بين إصابة القوارع إياهم وبين حلول القوارع قريبا من أرضهم فهم في رعب منها وفزع . ويجوز أن يكون ( تحل ) خطابا للنبي A أي أو تحل أنت مع الجيش قريبا من دارهم . والحلول : النزول .
وتحل : بضم الحاء مضارع حل اللازم . وقد التزم فيه الضم وهذا الفعل مما استدركه بحرق اليمني على ابن مالك في شرح الأفعال وهو وجيه