وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإنابة : حقيقتها الرجوع . وأطلقت هنا على الاعتراف بالحق عند ظهور دلائله لأن النفس تنفر من الحق ابتداء ثم ترجع إليه فالإنابة هنا ضد النفور .
( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [ 28 ] الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب [ 29 ] ) استئناف اعتراضي مناسبته المضادة لحال الذين أضلهم الله والبيان لحال الذين هداهم مع التنبيه على أن مثال الذين ضلوا وهو عدم اطمئنان قلوبهم لذكر الله وهو القرآن لأن قولهم ( لولا أنزل عليه آية من ربه ) يتضمن أنهم لم يعدوا القرآن آية من الله ثم التصريح بجنس عاقبة هؤلاء والتعريض بضد ذلك لأولئك فذكرها عقب الجملة السابقة يفيد الغرضين ويشير إلى السببين . ولذلك لم يجعل ( الذين آمنوا ) بدلا من ( من أناب ) لأنه لو كان كذلك لم تعطف على الصلة جملة ( وتطمئن قلوبهم ) ولا عطف ( وعملوا الصالحات ) على الصلة الثانية ف ( الذين آمنوا ) الأول مبتدأ وجملة ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) معترضة و ( الذين أمنوا ) الثاني بدل مطابق من ( الذين آمنوا ) الأول وجملة ( طوبى لهم ) خبر المبتدأ .
والاطمئنان : السكون واستعير هنا لليقين وعدم الشك لأن الشك يستعار له الاضطراب . وتقدم عند قوله تعالى ( ولكن ليطمئن قلبي ) في سورة البقرة .
A E و ( ذكر الله ) يجوز أن يراد به خشية الله ومراقبته بالوقوف عند أمره ونهيه . ويجوز أن يراد به القرآن قال ( وإنه لذكر لك ولقومك ) وهو المناسب قولهم ( لولا أنزل عليه آية من ربه ) لأنهم لم يكتفوا بالقرآن آية على صدق الرسول فقالوا ( لولا أنزل عليه آية من ربه ) . وعلى هذا المعنى جاء قوله تعالى في سورة الزمر ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) أي للذين كان قد زادهم قسوة قلوب وقوله في آخرها ( ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) .
والذكر من أسماء القرآن . ويجوز أن يراد ذكر الله باللسان فإن إجراءه على اللسان ينبه القلوب إلى مراقبته .
وهذا وصف لحسن حال المؤمنين ومقايسته بسوء حالة الكافرين الذين غمر الشك قلوبهم قال تعالى ( بل قلوبهم في غمرة من هذا ) .
واختير المضارع في ( تطمئن ) مرتين لدلالته على تجدد الاطمئنان واستمراره وأنه لا يتخلله شك ولا تردد .
وافتتحت جملة ( ألا بذكر الله ) بحرف التنبيه اهتماما بمضمونها وإغراء بوعيه . وهي بمنزلة التذييل لما في تعريف ( القلوب ) من التعميم . وفيه إثارة الباقين على الكفر على أن يتسموا بسمة المؤمنين من التدبير في القرآن لتطمئن قلوبهم كأنه يقول : إذا علمتم راحة بال المؤمنين فماذا يمنعكم بأن تكونوا مثلهم فإن تلك في متناولكم لأن ذكر الله بمسامعكم .
وطوبى : مصدر من طاب طيبا إذا حسن . وهي بوزن البشرى والزلفى قلبت ياؤها واوا لمناسبة الضمة أي لهم الخير الكامل لأنهم اطمأنت قلوبهم بالذكر . فهم في طيب حال : في الدنيا بالاطمئنان وفي الآخرة بالنعيم الدائم وهو حسن المئاب وهو مرجعهم في آخر أمرهم .
وإطلاق المآب عليه باعتبار أنه آخر أمرهم وقرارهم كما أن قرار المرء بيته يرجع إليه بعد الانتشار منه . على أنه يناسب ما تقرر أن الأرواح من أمر الله أي من عالم الملكوت وهو عالم الخلد فمصيرها إلى الخلد رجوع إلى عالمها الأول . وهذا مقابل قوله في المشركين ( ولهم سوء الدار ) .
واللام في قوله ( لهم ) للملك .
( كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب [ 30 ] ) هذا الجواب عن قولهم ( لولا أنزل عليه آية من ربه ) لأن الجواب السابق بقوله ( قل إن الله يضل من يشاء ) جواب بالإعراض عن جهالتهم والتعجب من ضلالهم وما هنا هو الجواب الراد لقولهم . فيجوز جعل هذه الجملة من مقول القول . ويجوز جعلها مقطوعة عن جملة ( قل إن الله يضل من يشاء ) . وأياما كان فهي بمنزلة البيان لجملة القول كلها أو البيان لجملة المقول وهو التعجب .
وفي افتتاحها بقوله ( كذلك ) الذي هو اسم إشارة تأكيد للمشار إليه وهو التعجب من ضلالتهم إذ عموا عن صفة الرسالة