وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأما الإنفاق فأصله الزكاة وهي مقارنة للصلاة كلما ذكرت ولها الحظ الأوفى من اعتناء الدين بها ومنها النفقات والعطايا كلها وهي أهم الأعمال لأن بذل المال يشق على النفوس فكان له من الأهمية ما جعله ثانيا للصلاة .
ثم أعيد أسلوب التعبير بالمضارع في المعطوف على الصلة وهو قوله ( ويدرءون بالحسنة السيئة ) لاقتضاء المقام إفادة التجدد إيماء إلى أن تجدد هذا الدرء مما يحرص عليه لأن الناس عرضة للسيئات على تفاوت فوصف لهم دواء ذلك بأن يدفعوا السيئات بالحسنات .
والقول في عطف ( والذين صبروا ) وفي إعادة اسم الموصول كالقول في ( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ) .
والصبر : من المحامد . وتقدم في قوله تعالى ( واستعينوا بالصبر ) في سورة البقرة . والمراد الصبر على مشاق أفعال الخبر ونصر الدين .
و ( ابتغاء وجه ربهم ) مفعول لأجله ل ( صبروا ) . والابتغاء : الطلب . ومعنى ابتغاء وجه الله ابتغاء رضاه كأنه فعل فعلا يطلب به إقباله عند لقائه . وتقدم في قوله تعالى ( وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله ) في آخر سورة البقرة .
A E والمعنى أنهم صبروا لأجل أن الصبر مأمور به من الله لا لغرض آخر كالرياء ليقال ما أصبره على الشدائد ولاتقاء شماتة الأعداء .
والسر والعلانية تقدم وجه ذكرهما في قوله تعالى ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) أواخر سورة البقرة .
والدرء : الدفع والطرد . وهو هنا مستعار لإزالة أثر الشيء فيكون بعد حصول المدفوع وقبل حصوله بأن يعد ما يمنع حصوله . فيصدق ذلك بأن يتبع السيئة إذا صدرت منه بفعل الحسنات فإن ذلك كطرد السيئة . قال النبي A " يا معاذ اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها " . وخاصة فيما بينه وبين ربه .
ويصدق بان لا يقابل من فعل معه سيئة بمثلها بل يقابل ذلك بالإحسان قال تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) بأن يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه . وذلك فيما بين الأفراد وكذلك بين الجماعات إذا لم يفض إلى استمرار الضر . قال تعالى في ذلك ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) .
ويصدق بالعدول عن فعل السيئة بعد العزم فإن ذلك العدول حسنة درأت السيئة المعزوم عليها . قال النبي A : " من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له حسنة " .
فقد جمع ( يدرأون ) جميع هذه المعاني ولهذا لم يعقب بما يقتضي أن المراد معاملة المسيء بالإحسان كما أتبع في قوله ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ) في سورة فصلت . وكما في قوله ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون ) في سورة المؤمنون .
وجملة ( أولئك لهم عقبى الدار ) خبر عن ( الذين يوفون بعهد الله ) . ودل اسم الإشارة على أن المشار إليهم جديرون بالحكم الوارد بعد اسم الإشارة لأجل ما وصف به المشار إليهم من الأوصاف . كما في قوله ( أولئك على هدى من ربهم ) في أول سورة البقرة .
و ( لهم عقبى الدار ) جملة جعلت خبرا عن اسم الإشارة . وقدم المجرور على المبتدأ للدلالة على القصر أي لهم عقبى الدار لا للمتصفين بأضداد صفاتهم . فهو قصر إضافي .
والعقبى : العاقبة . وهي الشيء الذي يعقب أي يقع عقب شيء آخر . وقد اشتهر استعمالها في آخرة الخير قال تعالى ( والعاقبة للمتقين ) . ولذلك وقعت هنا في مقابلة ضدها في قوله ( ولهم سوء الدار ) .
وأما قوله ( وعقبى الكافرين النار ) فهو مشاكلة كما سيأتي في آخر السورة عند قوله ( وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار ) . وانظر ما ذكرته في تفسير قوله تعالى ( ومن تكون له عاقبة الدار ) في سورة القصص فقد زدته بيانا .
وإضافتها إلى ( الدار ) من إضافة الصفة إلى الموصوف . والمعنى : لهم الدار العاقبة . أي الحسنة .
( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب [ 23 ] سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الذار [ 24 ] ) ( جنات عدن ) بدل من ( عقبى الدار ) . والعدن : الاستقرار . وتقدم في قوله ( ومساكن طيبة في جنات عدن ) في سورة براءة