وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( لا يملكون ) صفة ل ( أولياء ) . والمقصود منها تنبيه السامعين للنظر في تلك الصفة فإنهم إن تدبروا علموها وعلموا أن من كانت تلك صفته فليس بأهل لأن يعبد .
ومعنى الملك هنا القدرة كما في قوله تعالى ( قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا ) في سورة العقود . وفي الحديث " أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة " .
وعطف الضر على النفع استقصاء في عجزهم لأن شأن الضر أنه أقرب للاستطاعة وأسهل .
( قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ) إعادة الأمر بالقول للاهتمام الخاص بهذا الكلام لأن ما قبله إبطال لاستحقاق آلهتهم العبادة . وهذا إظهار لمزية المؤمنين بالله على أهل الشرك ذلك أن قوله ( قل من رب السماوات والأرض قل لله ) تضمن أن الرسول A دعا إلى إفراد الله بالربوبية وأن المخاطبين أثبتوا الربوبية للأصنام فكان حالهم وحاله كحال الأعمى والبصير وحال الظلمات والنور .
ونفي التسوية بين الحالين يتضمن تشبيها بالحالين وهذا من صيغ التشبيه البليغ .
A E و ( أم ) للإضراب الانتقالي في التشبيه فهي لتشبيه آخر بمنزلة " أو " في قول لبيد : .
" أو رجع واشمة أسف نؤورها وقوله تعالى ( أو كصيب من السماء ) .
وأظهر حرف ( هل ) بعد ( أم ) لأن فيه إفادة تحقيق الاستفهام . وذلك ليس مما تغني فيه دلالة ( أم ) على أصل الاستفهام ولذلك لا تظهر الهمزة بعد ( أم ) اكتفاء بدلالة ( أم ) على تقدير استفهام .
وجمع الظلمات وإفراد النور تقدم عند قوله تعالى ( وجعل الظلمات والنور ) في أول سورة الأنعام .
واختير التشبيه في المتقابلات العمى والبصر والظلمة والنور لتمام المناسبة لأن حال المشركين أصحاب العمى كحال الظلمة في انعدام إدراك المبصرات وحال المؤمنين كحال البصر في العلم وكحال النور في الإفاضة والإرشاد .
وقرأ الجمهور ( تستوي الظلمات ) بفوقية في أوله مراعاة لتأنيث الظلمات . وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف " بتحية في أوله وذلك وجه في الجمع غير المذكر السالم .
( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار [ 16 ] ) " أم " للإضراب الانتقالي في الاستفهام مقابلة قوله ( أفأتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ) . فالكلام بعد " أم " استفهام حذفت أداته لدلالة ( أم ) عليها . والتقدير : أم جعلوا لله شركاء . والتفت عن الخطاب إلى الغيبة إعراضا عنهم لما مضى من ذكر ضلالهم .
والاستفهام مستعمل في التهكم والتغليط . فالمعنى : لو جعلوا لله شركاء يخلقون كما يخلق الله لكانت لهم شبهة في الاغترار واتخاذهم آلهة أي فلا عذر لهم في عبادتهم فجملة ( خلقوا ) صفة ل ( شركاء ) .
وشبه جملة ( كخلقه ) في معنى المفعول المطلق أي خلقوا خلقا مثل ما خلق الله . والخلق في الموضعين مصدر .
وجملة فتشابه ) عطف على جملة ( خلقوا كخلقه ) فهي صفة ثانية ل ( شركاء ) والرابط اللام في قوله ( الخلق ) لأنها عوض عن الضمير المضاف إليه . والتقدير : فتشابه خلقهم عليهم . والوصفان هما مصب التهكم والتغليظ .
وجملة ( قل الله خالق كل شيء ) فذلكة لما تقدم ونتيجة له فإنه لما جاء الاستفهام التوبيخي في ( أفاتخذتم من دونه أولياء ) وفي ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه ) كان بحيث ينتج أن أولئك الذين اتخذوهم شركاء والذين تبين قصورهم عن أن يملكوا لأنفسهم نفعا أوضرا وأنهم لا يخلقون كخلق الله إن هم إلا مخلوقات لله تعالى وأن الله خالق كل شيء وما أولئك الأصنام إلا أشياء داخلة في عموم ( كل شيء ) وأن الله هو المتوحد بالخلق القهار لكل شيء دونه . ولتعين موضوع الوحدة ومتعلق القهر حذف متعلقها . والتقدير : الواحد بالخلق القهار للموجودات .
والقهر : الغلبة . عند قوله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ) في سورة النعام