وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والساعة : المقدار من الزمان والأكثر أن تطلق على الزمن القصير إلا بقرينة وتقدم عند قوله تعالى ( لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) في سورة الأعراف .
ووجه الشبه بين حال زمن لبثهم في القبور وبين لبث ساعة من النهار وجوه : هي التحقق والحصول بحيث لم يمنعهم طول الزمن من الحشر وأنهم حشروا بصفاتهم التي عاشوا عليها في الدنيا فكأنهم لم يفنوا . وهذا اعتبار بعظيم قدرة الله على إرجاعهم .
A E والمقصود من التشبيه التعريض بإبطال دعوى المشركين إحالتهم البعث بشبهة أن طول اللبث وتغير الأجساد ينافي إحياءها ( يقولون أئنا لمردودون في الحافرة إذا كنا عظاما نخرة ) .
وجملة ( يتعارفون بينهم ) حال من الضمير المنصوب في ( نحشرهم ) .
والتعارف : تفاعل من عرف أي يعرف كل واحد منهم يومئذ من كان يعرفه في الدنيا ويعرفه الآخر كذلك .
والمقصود من ذكر هذه الحال كالمقصود من ذكر حالة ( كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار ) لتصوير أنهم حشروا على الحالة التي كانوا عليها في الدنيا في أجسامهم وإدراكهم زيادة في بيان إبطال إحالتهم البعث بشبهة أنه ينافي تمزق الأجسام في القبور وانطفاء العقول بالموت .
فظهر خسرانهم يومئذ بأنهم نفوا البعث فلم يستعدوا ليومه بقبول ما دعاهم إليه الرسول A .
( وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ) كان ذكر تكذيبهم الذي جاء في صدر السورة بقوله ( قال الكافرون إن هذا لسحر مبين ) ثم الوعيد عليه بعذاب يحل بهم والإشارة إلى أنهم كذبوا بالوعيد في قوله ( ولو يعجل الله للناس الشر إلى قوله لننظر كيف تعملون ) منذرا بترقب عذاب يحل بهم في الدنيا كما حل بالقرون الذين من قبلهم وكان معلوما من خلق النبي A رأفته بالناس ورغبته أن يتم هذا الدين وأن يهتدي جميع المدعوين إليه فربما كان النبي يحذر أن ينزل بهم عذاب الاستئصال فيفوت اهتداؤهم . وكان قوله ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ) تصريحا بإمكان استبقائهم وإيماء إلى إمهالهم . جاء هذا الكلام بيانا لذلك وإنذارا بأنهم إن أمهلوا فأبقي عليهم في الدنيا فإنهم غير مفلتين من المصير إلى عقاب الآخرة حين يرجعون إلى تصرف الله دون حائل .
وجاء الكلام على طريقة إبهام الحاصل من الحالين لإيقاع الناس بين الخوف والرجا وإن كان المخاطب به النبي A .
والمراد ب ( بعض الذي نعدهم ) هو عذاب الدنيا فإنهم أوعدوا بعذاب الدنيا وعذاب الآخرة قال تعالى ( وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ) . فالمعنى إن وقع عذاب الدنيا بهم فرأيته أنت أو لم يقع فتوفاك الله فمصيرهم إلينا على كل حال .
فمضمون ( أو نتوفينك ) قسيم لمضمون ( نرينك بعض الذي نعدهم ) .
والجملتان معا جملتا شرط وجواب الشرط قوله ( فإلينا مرجعهم ) .
ولما جعل جواب الشرطين إرجاعهم إلى الله المكنى به عن العقاب الآجل تعين أن التقسيم الواقع في الشرط ترديد بين حالتين لهما مناسبة بحالة تحقق الإرجاع إلى عذاب الله على كلا التقديرين وهما حالة التعجيل لهم بالعذاب في الدنيا وحالة تأخير العذاب إلى الآخرة . وأما إرادة الرسول تعذيبهم وتوفيه بدون إرائته فلا مناسبة لهما بالإرجاع إلى الله على كلتيهما إلا باعتبار مقارنة إحداهما لحالة التعجيل ومناسبة الأخرى لحالة التأخير .
وإنما كني عن التعجيل بأن يريه الله الرسول للإيماء إلى أن حالة تعجيل العذاب لا يريد الله منها إلا الانتصاف لرسوله بأن يريه عذاب معانديه ولذلك بني على ضد ذلك ضد التعجيل فكني بتوفيه عن عدم تعجيل العذاب بل عن تأخيره إذ كانت حكمة التعجيل هي الانتصاف للرسول A