وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وسبيل الله لم يختلف أن الغزو هو المقصود فيعطى الغزاة المحتاجون في بلد الغزو وإن كانوا أغنياء في بلدهم وأما الغزاة الأغنياء في بلد الغزو فالجمهور أنهم يعطون . وبه قال مالك والشافعي وإسحاق وقال أبو حنيفة : لا يعطون . والحق أن سبيل الله يشمل شراء العدة للجهاد من سلاح وخيل ومراكب بحرية ونوتيه ومجانيق وللحملان ولبناء الحصون وحفر الخنادق وللجواسيس الذين يأتون بأخبار العدو قاله محمد ابن عبد الحكم من المالكية ولم يذكر أن له مخالفا وأشعر كلام القرطبي في التفسير أن قول ابن عبد الحكم مخالف لقول الجمهور . وذهب بعض السلف أن الحج من سبيل الله يدخل في مصارف الصدقات وروي عن ابن عمر وأحمد وإسحاق . وهذا اجتهاد وتأويل قال ابن العربي : " وما جاء أثر قط بإعطاء الزكاة في الحج " .
وأما ابن السبيل فلم يختلف في الغريب المحتاج في بلد غربته أنه مراد ولو وجد من يسلفه إذ ليس يلزمه أن يدخل نفسه تحت منة . واختلف في الغني : فالجمهور قالوا : لا يعطى ؛ وهو قول مالك وقال الشافعي وأصبغ : يعطى ولو كان غنيا في بلد غربته .
وقوله ( فريضة من الله ) منصوب على أنه مصدر مؤكد لمصدر محذوف يدل عليه قوله ( إنما الصدقات ) لأنه يفيد معنى فرض الله أو أوجب فأكد بفريضة من لفظ المقدر ومعناه .
A E والمقصود من هذا تعظيم شأن هذا الحكم والأمر بالوقوف عنده .
وجملة ( والله عليم حكيم ) تذييل إما أفاده الحصر ب ( إنما ) في قوله ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) الخ أي : والله عليم حكيم في قصر الصدقات على هؤلاء أي أنه صادر عن العليم الذي يعلم ما يناسب في الأحكام الحكيم الذي أحكم الأشياء التي خلقها أو شرعها . والواو اعتراضية لأن الاعتراض يكون في آخر الكلام على رأي المحققين .
( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم ) عطف ذكر فيه خلق آخر من أخلاق المنافقين : وهو تعللهم على ما يعاملهم به النبي والمسلمون من الحذر وما يطلعون عليه من فلتات نفاقهم يزعمون أن ذلك إرجاف من المرجفين بهم إلى النبي A وأنه يصدق القالة فيهم ويتهمهم بما يبلغه عنهم مما هم منه برآء يعتذرون بذلك للمسلمين وفيه زيادة في الأذى للرسول A وإلقاء الشك في نفوس المسلمين في كمالات نبيهم E والتعبير بالنبي إظهار في مقام الإضمار لأن قبله ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) فكان مقتضى الظاهر أن يقال ( ومنهم الذين يؤذونك ) فعدل عن الإضمار إلى إظهار وصف النبي للإيذان بشناعة قولهم ولزيادة تنزيه النبي بالثناء عليه بوصف النبوءة بحيث لا تحكى مقالتهم فيه إلا بعد تقديم ما يشير إلى تنزيهه والتعريض بجرمهم فيما قالوه .
وهؤلاء فريق كانوا يقولون في حق النبي A ما يؤذيه إذا بلغه . وقد عد من هؤلاء المنافقين القائلين ذلك : الجلاس بن سويد قبل توبته ونبتل بن الحارث وعتاب بن قشير ووديعة بن ثابت . فمنهم من قال : إن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير وقال بعضهم : نقول فيه ما شئنا ثم نذهب إليه ونحلف له أنا ما قلنا فيقبل قولنا .
والأذى الإضرار الخفيف وأكثر ما يطلق على الضر بالقول والدسائس ومنه قوله تعالى ( لن يضروكم إلا أذى ) وقد تقدم في سورة آل عمران وعند قوله تعالى ( وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) في سورة الأنعام .
ومضمون جملة ( ويقولون هو أذن ) عطف خاص على عام لأن قولهم ذلك هو من الأذى .
والأذن الجارحة التي بها حاسة السمع . ومعنى ( هو أذن ) الإخبار عنه بأنه آلة سمع .
والإخبار ب ( هو أذن ) من صيغ التشبيه البليغ أي كالأذن في تلقي المسموعات لا يرد منها شيئا وهو كناية عن تصديقه بكل ما يسمع من دون تمييز بين المقبول والمردود . روي أن قائل هذا هو نبتل بن الحارث أحد المنافقين