وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذه آية أظهرها الله لهم تخويفا لهم لتكون مذكرة لهم فيعقب ذلك أخذ العهد عليهم بعزيمة العمل بالتوراة فكان رفع الطور معجزة لموسى عليه السلام تصديقا له فيما سيبلغهم عن الله من أخذ أحكام التوراة بعزيمة ومداومة والقصة تقدمت في سورة البقرة عند قوله تعالى ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور ) .
والظلة السحابة وجملة ( خذوا ما آتيناكم ) مقولة لقول محذوف يدل عليه نظم الكلام وحذف القول في مثله شائع كثير وتقدم نظيرها في سورة البقرة .
وعدي ( واقع ) بالباء : للدلالة على أنهم كانوا مستقرين في الجبل فهو إذا ارتفع وقع ملابسا لهم ففتتهم فهم يرون أعلاه فوقهم وهم في سفحه وهذا وجه الجمع بين قوله ( فوقهم ) وبين باء الملابسة وجعل بعض المفسرين الباء بمعنى ( على ) .
وجملة ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) مقول قول محذوف وتقدم تفسير نظيرها في سورة البقرة .
( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين [ 172 ] أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون [ 173 ] وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون [ 174 ] ) هذا كلام مصروف إلى غير بني إسرائيل فانهم لم يكونوا مشركين والله يقول ( أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل ) فهذا انتقال بالكلام إلى محاجة المشركين من العرب وهو المقصود من السورة ابتداء ونهاية فكان هذا الانتقال بمنزلة رد العجز على الصدر . جاء هذا الانتقال بمناسبة ذكر العهد الذي أخذ الله على بني إسرائيل في وصية موسى وهو ميثاق الكتاب وفي يوم رفع الطور وهو عهد حصل بالخطاب التكويني أي بجعل معناه في جبلة كل نسمة وفطرتها فالجملة معطوفة على الجمل السابقة عطف القصة على القصة والمقصود به ابتداء هم المشركون . وتبدل أسلوب القصة واضح إذ اشتملت هذه القصة على خطاب في قوله ( أن تقولوا يوم القيامة ) إلى آخر الآية وإذ صرح فيها بمعاد ضمير الغيبة وهو قوله ( من بني آدم ) فعموم الموعظة تابع لعموم العظة . فهذا ابتداء لتقريع المشركين على الإشراك وما ذكر بعده إلى آخر السورة مناسب لأحوال المشركين .
و ( إذ ) اسم للزمن الماضي وهو هنا مجرد عن الظرفية فهو مفعول به لفعل ( اذكر ) محذوف .
وفعل ( أخذ ) يتعلق به ( من بني آدم ) وهو معدى إلى ذرياتهم فتعين أن يكون المعنى : أخذ ربك كل فرد من أفراد الذرية من كل فرد من أفراد بني آدم فيحصل من ذلك أن كل فرد من أفراد بني آدم أقر على نفسه بالمربوبية لله تعالى .
و ( من ) في قوله ( من بني آدم ) وقوله ( من ظهورهم ) ابتدائية فيهما .
والذريات جمع ذرية والذرية اسم جمع لما يتولد من الإنسان وجمعه هنا للتنصيص على العموم .
وأخذ العهد على الذرية المخرجين من ظهور بني آدم يقتضي أخذ العهد على الذرية الذين في ظهر آدم بدلالة الفحوى وإلا لكان أبناء آدم الأدنون ليسوا مأخوذا عليهم العهد مع أنهم أولى بأخذ العهد عليهم في ظهر آدم .
A E