وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأول من سلط عليهم بختنصر ملك " بابل " ثم توالت عليهم المصائب فكان أعظمها خراب " أرشليم " في زمن " ادريانوس " انبراطور " رومة " ولم تزل المصائب تنتابهم وينفس عليهم في فترات معروفة في التاريخ .
A E وأما قوله ( وإنه لغفور رحيم ) فهو وعد بالإنجاء من ذلك إذا تأبوا واتبعوا الإسلام أي لغفور لمن تاب ورجع إلى الحق وفيه إيماء إلى أن الله قد ينفس عليهم في فترات من الزمن لأن رحمة الله سبقت غضبه وقد ألم بمعنى هذه الآية قوله تعالى ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا أن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإ . ذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا ) .
( وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون [ 168 ] ) عطف قصة على قصة وهو عود إلى قصص الإخبار عن أحوالهم فيجوز أن يكون الكلام إشارة إلى تفرقهم بعد الاجتماع والتقطيع التفريق فيكون محمودا مثل ( وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا ) ويكون مذموما فالتعويل على القرينة لا على لفظ التقطيع .
فالمراد من الأرض الجنس أي في أقطار الأرض .
و ( أمما ) جمع أمة بمعنى الجماعة فيجوز أن يكون المراد هنا تقطيعا مذموما أي تفريقا بعد اجتماع أمتهم فيكون إشارة إلى اسر بني إسرائيل عندما غزا مملكة إسرائيل " شلمناصر " ملك بابل ونقلهم إلى جبال أنشور وارض بابل سنة 721 قبل الميلاد . ثم أسر " بختنصر " مملكة يهوذا وملكها سنة 578 قبل الميلاد ونقل اليهود من " ارشليم ولم يبق إلا الفقراء والعجز . ثم عادوا إلى ارشليم سنة 530 وبنوا البيت المقدس إلى أن أجلاهم " طيطوس " الروماني وخرب بيت المقدس في أوائل القرن الثاني بعد الميلاد فلم تجتمع أمتهم بعد ذلك فتمزقوا أيدي سبأ .
ووصف الأمم بأنهم ( منهم الصالحون ) إيذان بان التفريق شمل المذنبين وغيرهم وان الله جعل للصالحين منزلة إكرام عند الأمم التي حلوا بينها كما دل عليه قوله ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات ) .
وشمل قوله ( ومنهم دون ذلك ) كل من لم يكن صالحا على اختلاف مراتب فقدان الصلاح منهم .
و ( الصالحون ) هم المتمسكون بشريعة موسى والمصدقون للأنبياء المبعوثين من بعده والمؤمنون بعيسى بعد بعثته . وأن بني إسرائيل كانوا بعد بعثة عيسى غير صالحين إلا قليلا منهم : الذين آمنوا به وزادوا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وعدم إيمانهم به بعدا عن الصلاح إلا نفرا قليلا منهم مثل عبد الله بن سلام ومخيريق .
وانتصب ( دون ذلك ) على الظرفية وصفا لمحذوف دل عليه قوله ( منهم ) أي ومنهم فريق دون ذلك ويجوز أن تكون ( من ) بمعنى بعض اسما عند من يجوز ذلك فهي مبتدأ و ( دون ) خبر عنه .
ويحتمل أن تكون الآية تشير إلى تفريقهم في الأرض في مدة ملوك بابل وانهم كانوا في مدة إقامتهم ببابل ( منهم الصالحون ) مثل " دانيال " وغيره ومنهم دون ذلك لان التقسيم بمنهم مشعر بوفرة كلا الفريقين .
وقوله ( وبلوناهم بالحسنات والسيئات ) أي أظهرنا مختلف حال بني إسرائيل في الصبر والشكر أو في الجزع والكفر بسبب الحسنات والسيئات فهي جمع حسنة وسيئة بمعنى التي تحسن والتي تسوء كما تقدم في قوله ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ) وعلى هذا يكون الحسنات والسيئات تفصيلا للبلوى فالحسنات والسيئات من فعل الله تعالى أي بالتي تحسن لفريق الصالحين وبالتي تسوء فريق غيرهم توزيعا لحال الضمير المنصوب في قوله ( بلوناهم ) .
وجملة ( لعلهم يرجعون ) استئناف بياني أي رجاء أن يتوبوا أي حين يذكرون مدة الحسنات والسيئات أو حين يرون حسن حال الصالحين وسوء حال من هم دون ذلك على حسب الوجهين المتقدمين .
والرجوع هنا الرجوع عن نقض العهد وعن العصيان وهو معنى التوبة . هذا كله جري على تأويل المفسرين الآية في معنى قطعناهم .
A E