وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتعدية فعل ( يعدون ) إلى ( في السبت ) مؤذن بأن العدوان لأجل يوم السبت نظرا إلى ما دلت عليه صيغة المضارع من التكرير المقتضي أن عدوانهم يتكرر في كل سبت ونظرا إلى أن ذكر وقت العدوان لا يتعلق به غرض البليغ ما لم يكن لذلك الوقت مزيد اختصاص بالفعل فيعلم أن الاعتداء كان منوطا بحق خاص بيوم السبت وذلك هو حق عدم العمل فيه إذ ليس ليوم السبت حق في شريعة موسى سوى انه يحرم العمل فيه وهذا العمل هو الصيد كما تدل عليه بقية القصة .
وهدف ( في ) للظرفية لان العدوان وقع في شأن نقض حرمة السبت .
وقوله ( إذ تأتيهم حيتانهم ) ظرف ل ( يعدون ) أي يعدون حين تأتيهم حيتانهم .
A E والحيتان جمع حوت وهو السمكة ويطلق الحوت على الجمع فهو مما استوى فيه المفرد والجمع مثل فلك وأكثر ما يطلق الحوت على الواحد والجمع حيتان .
وقوله ( شرعا ) وهو جمع شارع صفة للحوت الذي هو المفرد قال ابن عباس : أي ظاهرة على الماء يعني انها قريبة من سطح البحر آمنة من أن تصاد أي أن الله ألهمها ذلك لتكون آية لبني إسرائيل على أن احترام السبت من العمل فيه هو من أمر الله وقال الضحاك : شرعا متتابعة مصطفة أي فهو كناية عن كثرة ما يرد منها يوم السبت .
وأحسب أن ذلك وصف من شرعت الإبل نحو الماء أي دخلت لتشرب وهي إذا شرعها الرعاة تسابقت إلى الماء فاكتظت وتراكمت وربما دخلت فيه فمثلت هيئة الحيتان في كثرتها في الماء بالنعم الشارعة إلى الماء وحسن ذلك وجود الماء في الحالتين وهذا أحسن تفسيرا .
والمعنى : أنهم يعدون في السبت ولم يمتثلوا أمر الله بترك العمل فيه ولا اتعظوا بآية إلهام الحوت أن يكون آمنا فيه .
وقوله ( يوم سبتهم ) يجوز أن يكون لفظ سبت مصدر سبت إذا قطع العمل بقرينة ظاهر قوله ( ويوم لا يسبتون ) فانه مضارع سبت فيتطابق المثبت والمنفي فيكون المعنى : انهم إذا حفظوا حرمة السبت فأمسكوا عن الصيد في يوم السبت جاءت الحيتان يومئذ شرعا آمنة وإذا بعثهم الطمع في وفرة الصيد فأعدوا له آلاته وعزموا على الصيد لم تأتهم .
ويجوز أن يكون لفظ ( سبتهم ) بمعنى الاسم العلم لليوم المعروف بهذا الاسم من أيام الاسبوع وأضافته إلى ضميرهم اختصاصه بهم بما أنهم يهود تعريضا بهم لاستحلالهم حرمة السبت فإن الاسم العلم قد يضاف بهذا القصد كقول أحد الطائين : .
علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم ... بأبيض ماضي الشفرتين يمان وقول ربيعة بن ثابت الأسدي .
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغرابن حاتم وعلى الوجهين يجوز في قوله ( ويوم لا يسبتون ) أن يكون المعنى والأيام التي لا يحرم العمل فيها أي أيام الأسبوع لا تأتي فيها الحيتان وان يكون المعنى وأيام السبوت التي استحلوها فلم يكفوا عن الصيد فيها ينقطع فيها إتيان الحيتان ولا يخفى أن لا يثار هذا الأسلوب في التعبير عن السبت خصوصية بلاغية ترمي إلى إرادة كلا المعنيين .
فالمقصود من الآية الموعظة والعبرة وليست منة عليهم وقرينته قوله تعالى ( كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ) أي نمتحن طاعتهم بتعريضهم لداعي العصيان وهو وجود المشتهى الممنوع .
وجملة ( كذلك نبلوهم ) مستأنفة استئنافا بيانيا لجواب سؤال من يقول : ما فائدة هذه الآية مع علم الله بأنهم لا يرعوون عن انتهاك حرمة السبت .
والإشارة إلى البلوى الدال عليها ( نبلوهم ) أي مثل هذا الابتلاء العظيم نبلوهم وقد تقدم القول في نظيره من قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) في سورة البقرة .
وأصل البلوى الاختبار والبلوى إذا أسندت إلى الله تعالى كانت مجازا عقليا أي ليبلو الناس تمسكهم بشرائع دينهم .
والباء للسببية و ( ما ) مصدرية أي بفسقهم أي توغلهم في العصيان أضرارهم على الزيادة منه فإذا عرض لهم داعيه خفوا إليه ولم يرقبوا أمر الله تعالى