وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتقديم المجرور في قوله ( وبه يعدلون ) للاهتمام به ولرعاية الفاصلة إذ لا مقتضي لإرادة القصر بقرينة قوله ( يهدون بالحق ) حيث لم يقدم المجرور والمعنى : انهم يحكمون بالعدل على بصيرة وعلم وليس بمجرد مصادفة الحق عن جهل فإن القاضي الجاهل إذا قضى بغير علم كان أحد القاضيين اللذين في النار ولو صادف الحق . لأنه بجهله قد استخف بحقوق الناس ولا تنفعه مصادفة الحق لأن تلك المصادفة لا عمل له فيها .
( وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما ) عطف على قوله ( ومن قوم موسى أمة ) إلخ فان ذلك التقطيع وقع في الأمة الذين يهدون بالحق .
A E والتقطيع شدة في القطع وهو التفريق والمراد به التقسيم وليس المراد بهذا الخبر الذم ولا بالتقطيع العقاب . لأن ذلك التقطيع منة من الله وهو من محاسن سياسة الشريعة الموسوية ومن مقدمات نظام الجماعة كما فصله السفر الرابع وهو سفر عدد بني إسرائيل وتقسيمهم وهو نظير ما فعل عمر بن الخطاب من تدوين الديوان وهم كانوا منتسبين إلى أسباط اسحاق ولكنهم لم يكونوا مقسمين عشائر لما كانوا في مصر ولما اجتازوا البحر فكان التقسيم بعد اجتيازهم البحر الأحمر وقبل انفجار العيون وهو ظاهر القرآن في سورة البقرة وفي هذه السورة لقوله فيهما ( قد علم كل أناس مشربهم ) وذكره هنا الاستسقاء عقب الانقسام إلى اثنتي عشرة أمة وذلك ضروري أن يكون قبل الاستسقاء لأنه لو وقع السقي قبل التقسيم لحصل من التزاحم على الماء ما يفضي إلى الضر بالقوم وظاهر التوراة انهم لما مروا بحوريب وجاء شعيب للقاء موسى : أن شعيبا أشار على موسى أن يقيم لهم رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات حسب الإصحاح 18 من الخروج وذلك يقتضي أن الأمة كانت منتسبة قبائل من قبل ليسهل وضع الرؤساء على الأعداد ووقع في السنة الثانية من خروجهم أن الله أمر موسى أن يحصي جميع بني إسرائيل وان موسى وهارون جمعا جميع بني إسرائيل فانتسبوا إلى عشائرهم وبيوت آبائهم كما في الإصحاح الأول من سفر العدد وتقدم ذكر الأسباط عند قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) في سورة البقرة .
وجيء باسم العدد بصيغة التأنيث في قوله ( اثنتي عشرة ) لأن السبط أطلق هنا على الأمة فحذف تمييز العدد لدلالة قوله ( أمما ) عليه .
و ( أسباطا ) حال من الضمير المنصوب في ( وقطعناهم ) ولا يجوز كونه تمييزا لأن تمييز اثنتي عشرة ونحوه لا يكون إلا مفردا .
وقوله ( أمما ) بدل من ( أسباط ) أو من ( اثنتي عشرة ) وعدل عن جعل أحد الحالين تمييزا في الكلام إيجازا وتنبيها على قصد المنة بكونهم أمما من آباء اخوة وان كل سبط من أولئك قد صار أمة قال تعالى ( واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم ) مع ما يذكر به لفظ أسباط من تفضيلهم لأن الأسباط أسباط إسحاق بن إبراهيم عليه السلام .
( وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم ) هذا مظهر من مظاهر حكمة تقسيمهم إلى اثني عشر سبطا ولم يعطف هذا الخبر بالفاء لإفادة أنه منة مستقلة .
وتفسير هذه الآية مضى في مشابهتها عند قوله ( وإذ استسقى موسى لقومه ) في سورة البقرة .
و ( انبجست ) مطاوع بجس إذا شق . والتعقيب الذي دلت عليه الفاء تعقيب مجازي تشبيها لقصر المهلة بالتعقيب ونظائره كثيرة في القرآن ومنه ما وقع في خبز الشرب إلى أم زرع قولها " فلقي امرأة معها ولدان كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها " إذ التقدير فأعجبته فطلقني ونكحها .
( وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون [ 160 ] ) ضمائر الغيبة راجعة إلى قوم موسى وهذه الآية نظير ما في سورة البقرة سوى اختلاف بضميري الغيبة هنا وضميري الخطاب هناك لأن ما هنالك قصد به التوبيخ .
وقد أسند فعل ( قيل ) في قوله ( وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية ) إلى المجهول وأسند في سورة البقرة إلى ضمير الجلالة ( وإذ قلنا ) لظهور أن هذا القول لا يصدر إلا من الله تعالى