وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتأكيد الخبر ب ( إن ) لتحقيقه لدى موسى لأنه بحيث يتردد فيه قبل إخبار المخبر به والتأكيد يستدعيه قبول الخبر للتردد من قبل إخبار المخبر به وإن كان المخبر لا يظن به الكذب أو لئلا يظن به أنه توهم ذلك من حال قومه وكانت حالهم دون ذلك .
والسين والتاء في ( استضعفوني ) للحسبان أي حسبوني ضعيفا لا ناصر لي لأنهم تمالؤوا على عبادة العجل ولم يخالفهم إلا هارون في شرذمة قليلة .
وقوله ( وكادوا يقتلونني ) يدل على أنه عارضهم معارضة شديدة ثم سلم خشية القتل .
والتفريع في قوله ( فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ) تفريع على تبين عذره في إقرارهم على ذلك فطلب من أخيه الكف عن عقابه الذي يشمت به الأعداء لأجله ويجعله مع عداد الظالمين . فطلب ذلك كناية عن طلب الإعراض عن العقاب .
والشماتة : سرور النفس بما يصيب غيرها من الأضرار وإنما تحصل من العداوة والحسد وفعلها قاصر كفرح ومصدرها مخالف للقياس ويتعدى الفعل إلى المفعول بالباء يقال شمت به أي كان شامتا بسببه وأشمته به جعله شامتا به وأراد بالأعداء الذين دعوا إلى عبادة العجل لأن هارون أنكره عليهم فكرهوه لذلك ويجوز أن تكون شماتة الأعداء كلمة جرت مجرى المثل في الشيء الذي يلحق بالمرء سوءا شديدا سواء كان للمرء أعداء أو لم يكونوا جريا على غالب العرف .
ومعنى ( ولا تجعلني مع القوم الظالمين ) لا تحسبني واحدا منهم فجعل بمعنى ظن كقوله تعالى ( وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمان إناثا ) . والقوم الظالمون هم الذين أشركوا بالله عبادة العجل ويجوز أن يكون المعنى : ولا تجعلني في العقوبة معهم لأن موسى قد أمر بقتل الذين عبدوا العجل فجعل على أصلها .
وجملة ( قال رب اغفر لي ) جواب عن كلام هارون فلذلك فصلت وابتدأ موسى دعاءه فطلب المغفرة لنفسه تأدبا مع الله فيما ظهر عليه من الغضب ثم طلب المغفرة لأخيه فيما عسى أن يكون قد ظهر منه من تفريط أو تساهل في ردع عبدة العجل عن ذلك .
وذكر وصف الأخوة هناك زيادة في الاستعطاف عسى الله أن يكرم رسوله بالمغفرة لأخيه كقول نوح ( رب إن ابني من أهلي ) .
والإدخال في الرحمة استعارة لشمول الرحمة لهما في سائر أحوالهما بحيث يكونان منها كالمستقر في بيت أو نحوه مما يحوي فالإدخال استعارة أصلية وحرف ( في ) استعارة تبعية أوقع حرفه الظرفية موقع باء الملابسة .
وجملة ( وأنت أرحم الراحمين ) تذييل والواو للحال أو اعتراضية و ( أرحم الراحمين ) الأشد رحمة من كل راحم .
( إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين [ 152 ] والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم [ 153 ] ) يجوز أن قوله ( إن الذين اتخذوا العجل ) إلى قوله ( الدنيا ) من تمام كلام موسى فبعد أن دعا لأخيه بالمغفرة أخبر أن الله غضب على الذين عبدوا العجل وأنه سيظهر إثر غضبه عليهم وستنالهم ذلة في الدنيا وذلك بوحي تلقاه وانتهى كلام موسى عند قوله ( في الحياة الدنيا ) وأن جملة ( وكذلك نجزي المفترين ) خطاب من جانب الله في القرآن فهو اعتراض والواو اعتراضية ذيل الله بهذا الاعتراض حكاية كلام موسى فأخبر بأنه يجازي كل مفتر بمثل ما أخبر به موسى عن مفتري قومه وأن جملة ( والذين عملوا السيئات ) إلى آخر الآية تكملة للفائدة ببيان حالة أضداد المتحدث عنهم وعن أمثالهم .
ويجوز أن تكون جملة ( إن الذين اتخذوا العجل ) إلى آخرها خطابا من الله لموسى جوابا عن دعائه لأخيه بالمغفرة بتقدير فعل قول محذوف : أي قلنا إن الذين اتخذوا العجل إلى آخره مثل ما حكى الله تعالى عن إبراهيم في قوله تعالى ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ) الآية .
و ( ينالهم ) يصيبهم .
والنول والنيل : الأخذ وهو هنا استعارة للإصابة والتلبس كما في قوله تعالى ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ) في هذه السورة والذين اتخذوا العجل هم الذين عبدوه فالمفعول الثاني ل ( اتخذوا ) محذوف اختصارا أي اتخذوه إلها .
A E