وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأظهر عندي مما قالوه أن المبتدأ بعد ( سواء ) مقدر يدل عليه الاستفهام الواقع معه وأن التقدير سواء جواب ( أأنذرتهم أم لم تنذرهم ) وهذا يجري على نحو قول القائل علمت أزيد قائم إذ تقديره علمت جواب هذا السؤال ولك أن تجعل ( سواء ) مبتدأ رافعا لفاعل سد مسد الخبر لأن ( سواء ) في معنى مستو فهو في قوة اسم الفاعل فيرفع فاعلا سادا مسد خبر المبتدأ وجواب مثل هذا الاستفهام لما كان واحدا من أمرين كان الإخبار باستوائهما عند المخبر مشيرا إلى أمرين متساويين ولأجل كون الأصل في خبره الإفراد كان الفعل بعد ( سواء ) مؤولا بمصدر ووجه الأبلغية فيه أن هذين الأمرين لخلفاء الاستواء بينهما حتى ليسأل السائلون : أفعل فلان كذا وكذا فيقال إن الأمرين سواء في عدم الاكتراث بهما وعدم تطلب الجواب على الاستفهام من أحدهما فيكون قوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم ) مشيرا إلى أن الناس لتعجبهم في دوام الكفار على كفرهم مع ما جاءهم من الآيات بحيث يسأل السائلون أأنذرهم النبي أم لم ينذرهم متيقنين أنه لو أنذرهم لما ترددوا في الإيمان فقيل : إنهم سواء عليهم جواب تساؤل الناس عن إحدى الأمرين وبهذا انتفى جميع التكلفات التي فرضها النحاة هنا ونبرأ مما ورد عليها من الأبحاث ككون الهمزة خارجة عن معنى الاستفهام وكيف يصح عمل ما بعد الاستفهام فيما قبله إذا أعرب ( سواء ) خبرا والفعل بعد الهمزة مبتدأ مجردا عن الزمان وككون الفعل مرادا منه مجرد الحدث وكدعوى كون الهمزة في التسوية مجازا بعلاقة اللزوم وكون ( أم ) بمعنى الواو ليكون الكلام لشيئين لا لأحد شيئين ونحو ذلك ولا نحتاج إلى تكلف الجواب عن الإيراد الذي أورد على جعل الهمزة بمعنى ( سواء ) إذ يؤول إلى معنى استوى الإنذار وعدمه عندهم سواء فيكون تكرارا خاليا من الفائدة فيجاب بما نقل عن صاحب الكشاف أنه قال معناه أن الإنذار وعدمه المستويين في علم المخاطب هما مستويان في عدم النفع فاختلفت جهة المساواة كما نقله التفتزاني في شرح الكشاف .
ويتعين إعراب ( سواء ) في مثله مبتدأ والخبر محذوف دل عليه الاستفهام تقديره جواب هذا الاستفهام فسواء في الآية مبتدأ ثان والجملة خبر ( الذين كفروا ) . ودع عنك كل ما خاض فيه الكاتبون على الكشاف وحرف ( على ) الذي يلازم كلمة ( سواء ) غالبا هو للاستعلاء المجازي المراد به التمكن أي إن هذا الاستواء متمكن منهم لا يزول عن نفوسهم ولذلك قد يجيء بعض الظروف في موضع على مع كلمة سواء مثل عند ولدى قال أبو الشغب العبسي : .
لا تعذلي في جندج إن جندجا ... وليث كفرين لدي سواء A E وسيأتي تحقيق لنظير هذا التركيب عند قوله تعالى في سورة الأعراف ( سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ) وقرأ ابن كثير ( أأنذرتهم ) بهمزتين أولهما محققة والثانية مسهلة . وقرأ قالون عن نافع وورش عنه في رواية البغداديين وأبو عمرو وأبو جعفر كذلك مع إدخال ألف بين الهمزتين وكلتا القرائتين لغة حجازية . وقرأه حمزة وعاصم والكسائي بتحقيق الهمزتين وهي لغة تميم . وروى أهل مصر عن ورش إبدال الهمزة الثانية ألفا . قال الزمخشري وهو لحن وهذا يضعف رواية المصريين عن ورش وهذا اختلاف في كيفية الأداء فلا ينافي التواتر .
( لا يؤمنون [ 6 ] )