وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم أن أهل الجاهلية كانوا قد حرموا أشياء على أنفسهم كما تضمنته سورة الأنعام وقد أبطلها الله بقوله ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) وقوله ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله ) وقوله ( قل آلذكر ؟ ين حرم أم الأنثيين ) إلى قوله ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ) وغير ذلك من الآيات . وقد كان كثير من العرب قد دخلوا في الإسلام بعد فتح مكة دفعة واحدة كما وصفهم الله بقوله ( يدخلون في دين الله أفواجا ) . وكان قصر الزمان واتساع المكان حائلين دون رسوخ شرائع الإسلام فيما بينهم فكانوا في حاجة إلى الانتهاء عن أمور كثيرة فاشية فيهم في مدة نزول هذه السورة وهي أيام حجة الوداع وما تقدمها وما تأخر عنها .
وجملة ( ولا تعتدوا ) معترضة لمناسبة أن تحريم الطيبات اعتداء على ما شرع الله فالواو اعتراضية . وبما في هذا النهي من العموم كانت الجملة تذييلا .
والاعتداء افتعال العدو أي الظلم . وذكره في مقابلة تحريم الطيبات يدل على أن المراد النهي عن تجاوز حد الإذن المشروع كما قال ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ) . فلما نهي عن تحريم الحلال أردفه بالنهي عن استحلال المحرمات وذلك بالاعتداء على حقوق الناس وهو أشد الاعتداء أو على حقوق الله تعالى في أمره ونهيه دون حق الناس كتناول الخنزير أو الميتة . ويعم الاعتداء في سياق النهي جميع جنسه مما كانت عليه الجاهلية من العدوان وأعظمه الاعتداء على الضعفاء كالوأد وأكل مال اليتيم وعضل الأيامى وغير ذلك .
وجملة ( إن الله لا يحب المعتدين ) تذييل للتي قبلها للتحذير من كل اعتداء . وقوله ( وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ) تأكيد للنهي عن تحريم الطيبات وهو معطوف على قوله ( لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ) . أي أن الله وسع عليكم بالحلال فلا تعتدوه إلى الحرام فتكفروا النعمة ولا تتركوه بالتحريم فتعرضوا عن النعمة .
واقتصر على الأكل لأن معظم ما حرمه الناس على أنفسهم هو المآكل . وكأن الله يعرض بهم بأن الاعتناء بالمهمات خير من التهمم بالأكل كما قال ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ) الآية . وبذلك أبطل ما في الشرائع السابقة من شدة العناية بأحكام المأكولات . وفي ذلك تنبيه لهذه الأمة .
وقوله ( واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ) جاء بالموصول للإيماء إلى علة الأمر بالتقوى أي لأن شأن الإيمان أن يقتضي التقوى فلما آمنتم بالله واهتديتم إلى الإيمان فكملوه بالتقوى . روي أن الحسن البصري لقي الفرزدق في جنازة وكانا عند القبر فقال الحسن للفرزدق : ما أعددت لهذا . يعني القبر . شهادة أن لا إله إلا الله كذا سنة . فقال الحسن : هذا العمود فأين الإطناب .
A E ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمن فكفرته إطعام عشرة مسكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفرة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون [ 89 ] )