وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" يبني إسرءيل " خطاب لهم بعد إنجائهم من البحر وإهلاك آل فرعون وقيل : هو للذين كانوا منهم في عهد رسول الله A من الله عليهم بما فعل بآبائهم والوجه هو الأول أي : قلنا يا بني إسرائيل وحذف القول كثير في القرآن . وقرىء " أنجيتكم " إلى " رزقتكم " وعلى لفظ الوعد والمواعدة . وقرىء " الأيمن " بالجر على الجوار نحو " جحر ضب خرب " . ذكرهم النعمة في نجاتهم وهلاك عدوهم وفيما واعد موسى صلوات الله عليه من المناجاة بجانب الطور وكتب التوراة في الألواح . وإنما عدى المواعدة إليهم لأنها لابستهم واتصلت بهم حيث كانت لنبيهم ونقبائهم وإليهم رجعت منافعها التي قام بها دينهم وشرعهم وفيما أفاض عليهم من سائر نعمه وأرزاقه أو لا تطغوا فيه طغيانهم في النعمة : أن يتعدوا حدود الله فيها بأن يكفروها ويشغلهم اللهو والتنعم عن القيام بشكرها وأن ينفقوها في المعاصي : وأن يزووا حقوق الفقراء فيها وأن يسرفوا في إنفاقها وأن يبطروا فيها ويأشروا ويتكبروا . قرىء " فيحل " وعن عبد الله " لا يحلن " " ومن تحلل " المكسور في معنى الوجوب من حل الذين يحل إذا وجب أداؤه . ومنه قوله تعالى : " حتى يبلغ الهدي محله " البقرة : 196 ، والمضموم في معنى النزول . وغضب الله : عقوباته ولذلك وصف بالنزول " هوى " هلك . وأصله أن يسقط من جبل فيهلك .
قالت : .
هوى من رأس مرقبة ... ففتت تحتها كبده .
ويقولون : هوت أث . أو سقط سقوطا لا نهوض بعده .
" وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صلحا ثم اهتدى " الاهتداء : هو الاستقامة والثبات على الهدى المذكور وهو التوبة والإيمان والعمل الصالح ونحوه قوله تعالى : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " فصلت : 30 ، وكلمة التراخي دلت على تباين المنزلتين دلالتها على تباين الوقتين في " جاءني زيد ثم عمرو " أعني أن منزلة الاستقامة على الخير مباينة لمنزلة الخير نفسه ؛ لأنها أعلى منها وأفضل .
" وما أعجلك عن قومك يموسى قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى " .
" وما أعجلك " أي شيء عجل بك عنهم على سبيل الإنكار وكان قد مضى مع النقباء إلى الطور على الموعد المضروب . ثم تقدمهم شوقا إلى كلام ربه وتنجز ما وعد به بناء على اجتهاده وظنه أن ذلك أقرب إلى رضا الله تعالى . وزل عنه أنه D ما وقت أفعاله إلا نظرا إلى دواعي الحكمة وعلما بالمصالح المتعلقة بكل وقت فالمراد بالقوم : النقباء . وليس لقول من جوز أن يراد جميع قومه وأن يكون قد فارقهم قبل الميعاد وجه صحيح يأباه قوله : " هم أولاء على أثرى " وعن أبي عمرو ويعقوب " إثري " بالكسر وعن عيسى بن عمر " أثرى " بالضم . وعنه أيضا : " أولى " بالقصر . والإثر أفصح من الأثر . وأما الأثر فمسموع في فرند السيف مدون في الأصول يقال : إثر السيف وأثره وهو بمعنى الأثر غريب . فإن قلت : " وما أعجلك " سؤال عن سبب العجلة فكان الذي ينطبق عليه من الجواب أن يقال : طلب زيادة رضاك أو الشوق إلى كلامك وتنجز موعدك . وقوله : " هم أولاء على أثرى " كما ترى غير منطبق عليه . قلت : قد تضمن ما واجهه به رب العزة شيئين أحدهما : إنكار العجلة في نفسها . والثاني : السؤال عن سبب المستنكر والحامل عليه فكان أهم الأمرين إلى موسى بسط العذر وتمهيد العلة في نفس ما أنكر عليه فاعتل بأنه لم يوجد مني إلا تقدم يسير مثله لا يعتد به في العادة ولا يحتفل به . وليس بيني وبين من سبقته إلا مسافة قريبة يتقدم بمثلها الوفد رأسهم ومقدمهم ثم عقبه بجواب السؤال عن السبب فقال : " وعجلت إليك رب لترضى " ولقائل أن يقول : حار لما ورد عليه من التهيب لعتاب الله فأذهله ذلك عن الجواب المنطبق المرتب على حدود الكلام .
" قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامرى "