وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إيجاس الخوف : إضمار شيء منه وكذلك توجس الصوت : تسمع نبأة يسيرة منه وكان ذلك لطبع الجبلة البشرية وأنه لا يكاد يمكن الخلو من مثله . وقيل : خاف أن يخالج الناس شك فلا يتبعوه " إنك أنت الأعلى " فيه تقرير لغلبته وقهره وتوكيد بالاستئناف وبكلمة التشديد وبتكرير الضمير وبلام التعريف وبلفظ العلو وهو الغلبة الظاهرة وبالتفضيل . وقوله " ما فى يمينك " ولم يقل عصاك : جائز أن يكون تصغيرا لها أي : لا تبال بكثرة حبالهم وعصيهم وألق العويد الفرد الصغير الجرم الذي في يمينك فإنه بقدرة الله يتلقفها على وحدته وكثرتها وصغره وعظمها وجائز أن يكون تعظيما لها أي : لا تحتفل بهذه الأجرام الكبيرة الكثيرة فإن في يمينك شيئا أعظم منها كلها وهذه على كثرتها أقل شيء وأنزره عنده فألقه يتلقفها بإذن الله ويمحقها . وقرىء " تلقف " بالرفع على الاستئناف أو على الحال أي : ألقها متلقفة وقرىء " تلقف " بالتخفيف . " صنعوا " ههنا بمعنى زوروا وافتعلوا كقوله تعالى : " تلقف ما يأفكون " الأعراف : 117 ، قرىء " كيد سحر " بالرفع والنصب . فمن رفع فعلى أن ما موصولة . ومن نصب فعلى أنها كافة . وقرىء : " كيد سحر " بمعنى : في سحر أو ذوي سحر . أو هم لتوغلهم في سحرهم كأنهمالسحر بعينه وبذاته . أو بين الكيد لأنه يكون سحرا وغير سحر كما تبين المائة بدرهم . ونحوه : علم فقه وعلم نحو . فإن قلت : لم وحد ساحر ولم يجمع . قلت : لأن القصد في هذا الكلام إلى معنى الجنسية لا إلى معنى العدد فلو جمع لخيل أن المقصود هو العدد . ألا ترى إلى قوله : " ولا يفلح الساحر " أي هذا الجنس . فإن قلت : فلم نكر أولا وعرف ثانيا . قلت : إنما نكر من أجل تنكير المضاف لا من أجل تنكيره في نفسه كقول العجاج : .
في سعي دنيا طالما قد مدت .
وفي حديث عمر Bه : لا في أمر دنيا ولا في أمر آخرة المراد تنكير الأمر كأنه قيل : إن ما صنعوا كيد سحري . وفي سعي دنيوي . وأمر دنيوي وأخروي " حيث أتى " كقولهم : حيث سير وأية سلك وأينما كان .
" فألقى السحرة سجدا قالوا ءامنا برب هرون وموسى " .
سبحان الله ما أعجب أمرهم . قد ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود ثم ألقوا رؤوسهم بعد ساعة للشكر والسجود فما أعظم الفرق بين الإلقاءين وروي : أنهم لم يرفعوا رؤوسهم حتى رأو الجنة والنار ورأوا ثواب أهلها . وعن عكرمة : لما خروا سجدا أراهم الله في سجودهم منازلهم التي يصيرون إليها في الجنة .
" قال ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى " .
" لكبيركم " لعظيمكم يريد : أنه أسحرهم وأعلاهم درجة في صناعتهم . أو لمعلمكم من قول أهل مكة للمعلم : أمرني كبيري وقال لي كبيري : كذا يريدون معلمهم وأستاذهم في القرآن وفي كل شيء . قرىء " فلأقطعن " " ولأصلبن " بالتخفيف والقطع من خلاف : أن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى لأن كلى واحد من العضوين خالف الآخر بأن هذا يد وذاك رجل وهذا يمين وذاك شمال . و " من " لابتداء الغاية . لأن القطع مبتدأ وناشيء من مخالفة العضو العضو لا من وفاقه إياه . ومحل الجار والمجرور النصب على الحال أي : لأقطعنها مختلفات ؛ لأنها إذا خالف بعضها بعضا فقد اتصفت بالاختلاف . شبه تمكن المصلوب في الجذع بتمكن الشيء الموعى في وعائه فلذلك قيل : " فى جذوع النخل " . " أينا " يريد نفسه لعنه الله وموسى صلوات الله عليه بدليل قوله : " ءامنتم له " واللام مع الإيمان في كتاب الله لغير الله تعالى كقوله تعالى : " يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين " التوبة : 61 ، وفيه نفاجة باقتداره وقهره وما ألفه وضرى به : من تعذيب الناس بأنواع العذاب . وتوضيع لموسى عليه السلام واستضعاف له مع الهزء به لأن موسى لم يكن قط من التعذيب في شيء .
" قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينت والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه