وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" واتبعوا " رؤسهم المقمين أصحاب الأموال والأولاد وارتسموا ما رسموا لهم من التمسك بعبادة الأصنام وجعل أموالهم وأولادهم التي لم تزدهم إلا وجاهة ومنفعة في الدنيا زائدة " خسارا " في الآخرة وأجرى ذلك مجرى صفة لازمة لهم وسمة يعرفون بها تحقيقا له وتثبيتا وإبطالا لما سواه . وقرئ : وولده بضم الواو وكسرها " ومكروا " معطوف على لم يزده وجمع الضمير وهو راجع إلى من ؛ لأنه في معنى الجمع والماكرون : هم الرؤساء وكرهم : احتيالهم في الدين وكيدهم لنوح وتحريش الناس على أذاه وصدهم عن الميل إليه والاستماع منه . وقولهم لهم : لا تذرن الهتكم إلى عبادة رب نوح " مكرا كبارا " قرئ بالتخفيف والتثقيل . والكبار أكبر من الكبير والكبار أكبر من الكبار ونحوه : طوال " ولا تذرن ودا " كأن هذه المسميات كانت أكبر أصناهمه وأعظمها عندهم فخصوها بعد قولهم " تذرن ءالهتكم " وقد انتقلت هذه الأصنام عن قوم نوح إلى العرب فكان ود لكلب وسواع لهمدان ويغوث لمذحج ويعوق لمراد ونسر لحمير ؛ ولذلك سمت العرب بعبد ود وعبد يغوث وقيل هي أسماء رجال صالحين . وقيل : من أولاد آدم ماتوا فقال إبليس لمن بعدهم : لو صورتهم صورهم فكنتم تنظرون إليهم ففعلوا ؛ فلما مات أولئك قال لمن بعدهم : غنهم كانوا يعبدونهم ؛ فعبدوهم . وقيل : كان ود على صورة رجل وسواع على صورة امرأة ويغوث على صورة أسد ويعوق على صورة فرس ونسر على صورة نسر . وقرئ ودا بضم الواو . وقرأ الأعمش ولا يغوثا ويعوقا بالصرف وهذه قراءة مسكلة لأنهما إن كانا عربيين أو عجميين ففيهما سببا منع الصرف : إما التعريف ووزن الفعل وإما التعريف والعجمة ؛ ولعله قصد الازدواج فصرفهما لمصادفته أخواتهما منصرفات وردا وسوعا ونسرا كما قرئ : وضحاها بالإمالة لوقوعه مع الممالات للازدواج " وقد أضلوا " الضمير لرؤساء . ومعناه : وقد أضلوا " كثيرا " قبل هؤلاء الموصين بأن يتمسكوا بعبادة الأصنام ليسوا بأول من أضلوهم . أو قد أضلوا بإضلالهم كثيرا يعني أن هؤلاء المضلين فيهم كثرة . ويجوز أن يكون للأصنام كقوله تعال : " إنهن أضللن كثيرا من الناس " إبراهيم : 36 . فإن قلت : علام عطف قوله : " ولا تزد الظالمين " ؟ قلت : على قوله : " رب إنهم عصونى " على حكاية كلام نوح عليه السلام بعد " قال " وبعد الواو النائبة عنه : ومعناه قال رب إنهم عصوني وقال : لا تزد الظالمين إلا ضلالا أي : قال هذين القولين وهما في محل النصب لأنهما مفعولا قال كقولك : قال زيد نودي للصلاة وصل في المسجد ؛ تجكي قوليه معطوفا أحدهما على صاحبه . فإن قلت : كيف جاز أن يريد لهم الضلال ويدعو الله بزيادته ؟ قلت : المراد بالضلال : أن يخذلوا ويمنعوا الألطاف لتصميمهم على الكفر ووقوع اليأس من إيمانهم وذلك حسن جميل يجوز الدعاء به بل لا يحسن الدعاء بخلافه . ويجوز أن يريد بالضلال : الضياع والهلاك لقوله تعالى : " ولا تزد الظالمين إلا تبارا " نوح : 28 .
" مما خطياتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا " تقديم " مما خطيئتهم " لبيان أن لم يكن إغراقهم بالطوفان فإدخالهم النار إلا من أجل خطيئاتهم وأكد هذا المعنى بزيادة ما وفي قراءة ابن مسعود من خطيئاتهم ما أغرقوا بتأخير اصلة وكفى بها مزجرة لمرتكب الخطايا فغن كفر قوم نوح كان واحدة من خطيئاتهم وإن كانت كبراهن وقد نعيت عليهم سائر خطيئاتهم كما نعى عليهم كفرهم ولم يفرق بينه وبينهن في استيجاب العذاب لئلا يتكل المسلم الخاطئ على إسلامه ويعلم أن معه ما يستوجب به العذاب وإن خلا من الخطيئة الكبرى . وقرئ خطيئاتهم بالهمزة . وخطياتهم بقلبها ياء وإدغامها وخطاياها وخطيئتهم بالتوحيد على إرادة الجنس ويجوز أن يراد الكفر " فأدخلوا نارا " جعل دخولهم النار في الآخرة كأنه متعقب لإغراقهم لا قترابه ولأنه كائن لا محالة فكأنه قد كان . أو أريد عذاب القبر