عليه ما عنتم حريص عليكم ( التوبة 128 ) إلى آخرها وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر Bهما .
مطابقته للترجمة في قوله لقد جاءكم رسول إلى آخر الآيتين وأبو اليمان الحكم بن نافع وابن السباق بفتح السين المهملة وتشديد الباء الموحدة وهو عبيد حجازي .
والحديث أخرجه الترمذي في التفسير عن بندار وأخرجه النسائي في فضائل القرآن عن الهيثم بن أيوب .
قوله مقتل أهل اليمامة أي أيام مقاتلة الصحابة Bهم مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وكان مقتلهم سنة إحدى عشرة من الهجرة واليمامة بفتح الياء آخر الحروف وتخفيف الميم مدينة باليمن وسميت باسم المصلوبة على بابها وهي التي كانت تبصر من مسيرة ثلاثة أيام وتعرف بالزرقاء لزرقة عينها واسمها عنزة وقال البكري كان إسم اليمامة في الجاهلية جو بفتح الجيم وتشديد الواو حتى سماها الملك الحميري لما قتل المرأة التي تسمى اليمامة باسمها وقال الملك الحميري .
( وقلنا فسموا اليمامة باسمها .
وسرنا وقلنا لا نريد الإقامة ) .
وزعم عياض أنها تسمى أيضا العروض بفتح العين المهملة وقال البكري العروض إسم لمكة والمدينة معروف قوله قد استحر أي اشتد وكثر على وزن استفعل من الحر وذلك أن المكروه يضاف إلى الحر والمحبوب يضاف إلى البرد ومنه المثل تولى حارها من تولى قارها وقتل بها من المسلمين ألف ومائة وقيل ألف وأربعمائة منهم سبعون جمعوا القرآن قوله في المواطن أي المواضع التي سيغزو فيها المسلمون ويقتل ناس من القراء فيذهب كثير من القرآن قوله كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله قال ابن الجوزي هذا كلام من يؤثر الاتباع ويخشى الابتداع وإنما لم يجمعه رسول الله لأنه كان بمعرض أن ينسخ منه أو يزاد فيه فلو جمعه لكتب وكان الذي عنده نقصان ينكر على من عنده الزيادة فلما أمن هذا الأمر بموته جمعه أبو بكر Bه ولم يصنع عثمان في القرآن شيئا وإنما أخذ الصحف التي وضعها عند حفصة Bها وأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن الحارث بن هشام وسعيد بن العاص وأبي بن كعب في إثني عشر رجلا من قريش والأنصار فكتب منها مصاحف وسيرها إلى الأمصار لأن حذيفة أخبره بالاختلاف في ذلك فلما توفيت حفصة أخذ مروان بن الحكم تلك الصحف فغسلها وقال أخشى أن يخالف بعض القرآن بعضا وفي لفظ أخاف أن يكون فيه شيء يخالف ما نسخ عثمان وإنما فعل عثمان هذا ولم يفعله الصديق Bه لأن غرض أبي بكر كان جمع القرآن بجميع حروفه ووجوهه التي نزل بها وهي على لغة قريش وغيرها وكان غرض عثمان تجريد لغة قريش من تلك القراءات وقد جاء ذلك مصرحا به في قول عثمان لهؤلاء الكتاب فجمع أبو بكر غير جمع عثمان فإن قيل فما قصد عثمان بإحضار الصحف وقد كان زيد ومن أضيف إليه حفظوه قيل الغرض بذلك سد باب المقالة وأن يزعم أن في الصحف قرآنا لم يكتب ولئلا يرى إنسان فيما كتبوه شيئا مما لم يقرأ به فينكره فالصحف شاهدة بجميع ما كتبوه قوله هو والله خير يحتمل أن يكون لفظ خير أفعل التفضيل فإن قلت كيف ترك رسول الله ما هو خير قلت هذا خير في هذا الزمان وكان تركه خيرا في زمانه لعدم تمام النزول واحتمال النسخ كما أشرنا إليه عن قريب قوله إنك رجل شاب يخاطب به أبو بكر زيد بن ثابت Bهما وإنما قال شاب لأن عمره كان إحدى عشرة سنة حين قدم رسول الله المدينة وخطاب أبي بكر إياه بذلك في خلافته فإذا اعتبرت هذا يكون عمره حئنذ ما دون خمس وعشرين سنة وهي أيام الشباب قوله لا تتهمك دل على عدم اتهامه به قوله كنت تكتب الوحي لرسول الله وكتابته الوحي تدل على أمانته الغاية وكيف وكان من فضلاء الصحابة ومن أصحاب الفتوى قوله فتتبع أمر والقرآن منصوب قوله فوالله لو كلفني من كلام زيد يحلف بالله أن أبا بكر لو كلفه كذا وكذا قوله ما كان أثقل جواب لو قوله فتتبعت القرآن قيل إن زيدا كان جامعا