السابع عائشة رضي الله تعالى عنها .
( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد وفيه الإخبار بصيغة الإفراد في موضع واحد وفيه العنعنة في موضعين وفيه السماع في موضعين وفيه القول في أربعة مواضع وفيه السؤال في موضع واحد وفيه أن شيخه مروزي سكن البصرة وأبوه كذلك وشعبة واسطي وأشعث وأبوه ومسروق كوفيون وفيه أن شيخه مذكور بلقبه وفيه رواية الابن عن الأب في موضعين وفيه رواية التابعي عن الصحابية .
( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه البخاري أيضا في هذا الباب عن محمد عن أبي الأحوص وأخرجه في الرقاق أيضا عن عبدان عن أبيه وأخرجه مسلم في الصلاة عن هناد عن أبي الأحوص به وأخرجه أبو داود فيه عن إبراهيم بن موسى الرازي وهناد بن السري كلاهما عن أبي الأحوص وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن إبراهيم بن صدران .
( ذكر معناه ) قوله الدائم مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف وهو من الدوام وهو الملازمة العرفية لا شمول الأزمنة لأنه متعذر وما ذاك إلا تكليف بما لا يطاق ويقال الدوام على العمل القليل يكون أكثر وإذا تكلف المشقة في العمل انقطع عنه فيكون أقل قوله الصارخ أي الديك والصرخة الصيحة الشديدة قال محمد بن ناصر جرت العادة بأن الديك يصيح عند نصف الليل غالبا وقال ابن التين هو موافق لقول ابن عباس نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل وقال ابن بطال الصارخ يصرخ عند ثلث الليل فكان داود E يتحرى الوقت الذي ينادي الله فيه هل من سائل كذا والمراد من الدوام قيامه كل ليلة في ذلك الوقت لا الدوام المطلق ( قلت ) وبهذا يجاب عما يقال الصارخ يدل على عدم الدوام فيكون مناقضا لقوله الدائم .
( ذكر ما يستفاد منه ) فيه الحث على المداومة على العمل وإن قليله الدائم خير من كثير ينقطع وذلك لأن ما يدوم عليه بلا مشقة وملل تكون النفس به أنشد والقلب منشرحا بخلاف ما يتعاطاه من الأعمال الشاقة فإنه بصدد أن يتركه كله أو بعضه أو يفعله بغير الانشراح فيفوته خير كثير وفيه الاقتصاد في العبادة والنهي عن التعمق فيها .
162 - ( حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا أبو الأحوص عن الأشعث قال إذا سمع الصارخ قام فصلى ) .
هذا حديث آخر في الحديث السابق رواه عن محمد وهو ابن سلام وكذا هو في رواية أبي ذر ومحمد بن سلام وكذا نسبه أبو علي بن السكن قال الجياني في نسخة أبي ذر عن أبي أحمد الحموي حدثنا محمد بن سالم وقال أبو الوليد الباجي محمد ابن سالم وساق الحديث حدثنا محمد بن سالم وعلى سالم علامة الحموي قال وسألت عنه أبا ذر فقال أراه ابن سلام وسها فيه أبو محمد الحموي ولا أعلم في طبقة البخاري محمد بن سالم ورواه الإسماعيلي عن محمد بن يحيى المروزي حدثنا خلف بن هشام حدثنا أبو الأحوص عن أشعث عن أبيه عن مسروق والأسود قال سألت عائشة الحديث ثم قال ولم يذكر البخاري بعد أشعث في هذا أحدا وأبو الأحوص اسمه سلام بن سليم الكوفي مر في باب النحر بالمصلى وأخرجه مسلم من طريقه فقال حدثني هناد بن السري قال حدثنا أبو الأحوص عن أشعث عن أبيه عن مسروق قال سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن عمل رسول الله فقالت كان يحب الدائم قال قلت أي حين كان يصلي فقالت كان إذا سمع الصارخ قام فصلى ورواه أبو داود أيضا حدثنا إبراهيم أخبرنا أبو الأحوص وحدثنا هناد عن أبي الأحوص وهذا حديث إبراهيم عن أشعث عن أبيه عن مسروق قال سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن صلاة رسول الله فقلت لها أي حين كان يصلي قالت كان إذا سمع الصراخ قام فصلى قوله إذا سمع الصراخ أي صياح الديك وهذا يدل على أن قيامه كان يكون في الثلث الأخير من الليل لأن الديك ما يكثر الصياح إلا في ذلك الوقت وإنما اختار هذا الوقت لأنه وقت نزول الرحمة ووقت السكون وهدو الأصوات .
163 - ( حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال ذكر أبي عن أبي سلمة