وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يخبر تعالى عن حلمه وإنظاره العصاة الذين يعملون السيئات ويدعون إليها ويمكرون بالناس في دعائهم إياهم وحملهم عليها مع قدرته على أن يخسف بهم الأرض أو يأتيهم العذاب { من حيث لا يشعرون } أي من حيث لا يعلمون مجيئه إليهم كقوله تعالى : { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير } وقوله : { أو يأخذهم في تقلبهم } أي في تقلبهم في المعايش واشتغالهم بها في أسفارهم ونحوها من الأشغال الملهية قال قتادة والسدي : تقلبهم أي أسفارهم وقال مجاهد والضحاك وقتادة { في تقلبهم } في الليل والنهار كقوله { أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون } .
وقوله : { فما هم بمعجزين } أي لا يعجزون الله على أي حال كانوا عليه وقوله : { أو يأخذهم على تخوف } أي أو يأخذهم الله في حال خوفهم من أخذه لهم فإنه يكون أبلغ وأشد فإن حصول ما يتوقع مع الخوف شديد ولهذا قال العوفي عن ابن عباس : { أو يأخذهم على تخوف } يقول : إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوفه بذلك وكذا روي عن مجاهد والضحاك وقتادة وغيرهم ثم قال تعالى : { فإن ربكم لرؤوف رحيم } أي حيث لم يعاجلكم بالعقوبة كما ثبت في الصحيحين [ لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم ] وفيهما [ إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ] ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } وقال تعالى : { وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير }