وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد فانى اوصيك بتقوى الله فان اتقيت الله D كفاك الناس وان اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا سألت ان اكتب إليك كتابا أصف لك فيه خلالا تصحب بها أهل زمانك وتؤدى إليهم ما يحق لهم عليك وتسأل الله D الذي لك وقد سألت عن أمر جسيم الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل بل لا اعلم مكان أحد وكيف يستطاع ذلك وقد كدر هذا الزمان انه ليشتبه الحق والباطل ولا ينجو من شره الا من دعا بدعاء الغريق فهل تعلم مكان أحد هكذا وكان يقال يوشك ان ياتى على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم فعليك بتقوى الله D والزم العزله واشتغل بنفسك واستأنس بكتاب الله D واحذر الأمراء وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم فان استطعت ان تأمر بخير في رفق فان قبل منك حمدت الله D وان رد عليك أقبلت على نفسك فان لك فيها شغلا واحذر المنزلة وحبها فان الزهد فيها أشد من الزهد في الدنيا وبلغني ان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم كانوا يتعوذون ان يدركو هذا الزمان وكان لهم من العلم ما ليس لنا فكيف بنا حين أدركنا على قله علم وبصر وقله صبر وقله اعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس وعليك بالأمر الأول والتمسك به وعليك بالخمول فان هذا زمان خمول وعليك بالعزله وقلة مخالطة