35 - الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا .
عزاه في اللآلئ لمسند أحمد عن عبادة بن الصامت مرفوعا وفي لفظ له عنه الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلا قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن إلى آخر ما تقدم بلفظه ثم قال فيها وحكى عبد الله بن أحمد عن أبيه أنه منكر تفرد به الحسن بن ذكوان قال ابن كثير وهو كما قال ووثق البخاري الحسن المذكور وضعفه الأكثرون حتى قال أحمد [ صفحة 24 ] أحاديثه أباطيل ثم قال فيها أيضا ولا يخفى ما فيه من التحامل فإن رجال الحديث مختلف فيهم فهو حسن على رأي جماعة من الأئمة وقال الزركشي أيضا هو حسن وقال في التمييز تبعا للأصل له طرق عن أنس مرفوعا بألفاظ مختلفة وكلها ضعيفة انتهى .
وأقول لكنه يتقوى بتعدد طرقه الكثيرة منها ما في الحلية عن ابن عمر رفعه خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر وهم في الأرض كلها .
وفي رواية الأبدال بالشام والنجباء بمصر وفي رواية الأبدال من الشام والنجباء من أهل مصر .
ومنها ما رواه الخلال في كرمات الأولياء عن أنس بلفظ الأبدال أربعون رجلا وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا وإذا ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة .
ومنها كما في شرح المواهب للزرقاني ما رواه أبو النعيم في الحلية عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم إن في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى ولله سبعة في الخلق قلوبهم على قلب إبراهيم ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة فبهم يحيي ويميت ويمطر وينبت . ويدفع البلاء قيل لابن مسعود وكيف بهم يحيي ويميت قال لأنهم يسألون الله إكثار الأمم . ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فتنبت الأرض ويدعون فيدفع الله بهم أنواع البلاء انتهى .
ومنها ما في الحلية أيضا عن ابن مسعود رفعه لا يزال أربعون رجلا من أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم يدفع الله بهم عن أهل الأرض يقال لهم الأبدال أنهم لم يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا بصدقة قال فبم أدركوها يا رسول الله ؟ قال بالسخاء والنصيحة للمسلمين .
ومنها ما رواه [ صفحة 25 ] المنذري في أربعينه وتبعه أبو عبد الله المسلمي في تخريجها عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال إن أبدال أمتي لن يدخلوا الجنة بالأعمال ولكن دخلوها برحمة الله تعالى وسخاوة النفس وسلامة الصدر والرحمة لجميع المسلمين انتهى .
والى ذلك أشرت ضمن قصيدة بقولي : .
إن أبدال الرجال الأتقيا ... من صفت نياتهم و الأسخيا .
لم ينالوا ذا المقام الأعظما ... في صلاة أو صيام أخفيا .
بل بما قد قر في أنفسهم ... منحوا ذا من كريم معطيا .
وبما قد رحموا من خلقه ... فجزوا منه المقام العاليا .
و منها وهو أحسنها ما رواه أحمد من حديث شريح يعني ابن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي كرم الله وجهه وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال : لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : البدلاء يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا . يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم البلاء .
وفي رواية بدله العذاب . ورجاله من رواة الصحيح إلا شريحا لكنه ثقة وقال الضياء المقدسي في رواية صفوان بن عبد الله عن علي من غير رفع لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن بها الأبدال . قاله ثلاثا .
ومنها ما رواه الطبراني في الأوسط عن علي بن أبي طالب بسند فيه عمرو بن واقد ضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح بلفظ لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وفي رواية زيادة فبهم تنصرون وبهم ترزقون .
ومنها ما رواه ابن عدي عن أبي هريرة بلفظ البدلاء أربعون : اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحد أبدل الله مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة .
ومنها ما نقله الحلبي في سيرته عن الفضل بن فضالة أنه قال الأبدال بالشام : في حمص خمسة وعشرون رجلا وفي دمشق ثلاثة عشر وفي بيسان ثلاثة .
ومنها ما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي عن الكتاني قال النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون [ صفحة 26 ] والأبدال أربعون والأخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد فمسكن النقباء المغرب ومسكن النجباء مصر ومسكن الأبدال الشام والأخيار سياحون في الأرض والعمد في زوايا الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته قال الزرقاني في شرح المواهب والمراد بالعمد - بضمتين - الأوتاد وبالغوث القطب المفرد الجامع والمراد يكون الأبدال مسكنهم الشام أكثرهم فلا يخالف ما ورد أن ثمانية عشر بالعراق إن صح ثم المراد أن محل إقامتهم بها فلا ينافي تصرفهم في الأرض كلها وقيل إن الغوث مسكنه اليمن والأصح أن إقامته لا تختص بمكة ولا بغيرها بل هو جوال وقلبه طواف في حضرة الحق تعالى وتقدس لا يخرج من حضرته أبدا ويشهده في كل جهة ومن كل جهة انتهى .
وقد أفرد الأبدال بالتأليف السخاوي وسماه نظم اللآل وكذا السيوطي وسماه القول الدال .
( فائدة ) للأبدال علامات : منها ما ورد في حديث مرفوع ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال : الرضا بالقضاء والصبر عن المحارم والغضب لله .
ومنها ما نقل عن معروف الكرخي أنه قال من قال اللهم أرحم أمة محمد في كل يوم كتبه الله من الأبدال و هو في الحلية لأبي نعيم بلفظ من قال في كل يوم عشر مرات اللهم أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد اللهم أرحم أمة محمد كتب من الأبدال ومنها ما نقل عن بعضهم أنه قال علامة الأبدال أنهم لا يولد لهم .
وروي في مرفوع معضل : علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا