وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

المخلوق أو إلى الخلق على تقدير كونه بمعنى المخلوق وقيل : إليهما بإعتبار المتفكر فيه وعلى كل فأمر الأفراد والتذكير واضح والعدول عن الضمير إلى أسم الإشارة للإشارة إلى أنها مخلوقات عجيبة يجب أن يعتني بكمال تمييزها إستعظاما لها ونظير ذلك قوله تعالى : إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم والباطل العبث وهو ما لا فائدة فيه مطلقا أو مالا فائدة فيه يعتد بها أو مالا يقصد به فائدة وقيل : الذاهب الزائل الذي لا يكون له قوة وصلابة ولا يخفى أنه قول لا قوة له ولا صلابة وهو إما صفة لمصدر محذوف أي خلقا باطلا أو حال من المفعول .
والمعنى ربنا ما خلقت هذا المخلوق أو المتفكر فيه العظيم الشأن عاريا عن الحكمة خاليا عن المصلحة كما ينبيء عنه أوضاع الغافلين عن ذلك المعرضين عن التفكر فيه العادمين من جناح النظر قداماه وخوافيه بل خلقته مشتملا على حكم جليلة منتظما لمصالح عظيمة تقف الأفكار حسرى دون الإحاطة بها وتكل أقدام الأذهان دون الوقوف عليها بأسرها ومن جملتها أن يكون مدارا لمعايش العباد ومنارا يرشدهم إلى معرفة أحوال المبدأ والمعاد حسبما نطقت به كتبك وجاءت به رسلك .
والجملة بتمامها في حيز النصب بقول مقدر أي يقولون ربنا إلخ وجملة القول حال من المستكن في يتفكرون أي يتفكرون في ذلك قائلين ربنا ما خلقت هذا باطلا وإلى هذا ذهب عامة المفسرين .
وأعترض بأن النظم الكريم لا يساعده لما أن ما في حيز الصلة وما هو قيد له حقه أن يكون من مبادي الحكم الذي أجرى على الموصول ودواعي ثبوته له كذكركم لله تعالى في عامة أوقاتهم وتفكرهم في خلق السموات والأرض فإنهما مما يؤدي إلى إجتلاء تلك الآيات والإستدلال بها على المطلوب ولا ريب أن قولهم ذلك ليس من مباديء الإستدلال المذكور بل من نتائجها المترتبة عليه فإعتباره قيدا لما في حيز الصلة مما لا يليق بشأن التنزيل الجليل فاللائق أن تكون جملة القول إستئنافا مبينا لنتيجة التفكر ومدلول الآيات ناشئا مما سبق فإن النفس عند سماع تخصيص الآيات المنصوبة في خلق العالمبأولى الألبابثم وصفهم بذكر الله تعالى والتفكر في مجال تلك الآيات تبقى مترقبة لما يظهر منهم من آثارها وأحكامها كأنه قيل : فماذا يكون عند تفكرهم في ذلك وما يترتب عليه من النتيجة فقيل يقولون كيت وكيت مما ينبيء عن وقوفهم على سر الخلق المؤدي إلى معرفة صدق الرسل وحقية الكتب الناطقة بتفاصيل الأحكام الشرعية وهذا على تقدير كون الموصول موصولا نعتا الأولى وأما على تقدير كونه مفصولا منصوبا أو مرفوعا على المدح مثلا فتأتي الحالية من ذلك إذ لا إشتباه في أن قولهم هذا من مبادي مدحهم ومحاسن مناقبهم ويكون في إبراز هذا القول في معرض الحال إشعار بمقارنته لتفكرهم من غير تردد وتلعثم في ذلك إنتهى وهو كلام تلوح عليه أمارات التحقيق ومخايل التدقيق .
والقول بأن الحالية تجتمع مع كون القول المذكور من النتائج لا يخفى ما فيه ثم كون هذا القول من نتائج التفكر مما لا يكاد ينكره ذو فكر وتوضيح ذلكعلى رأيأن القوم لما تفكروا في مخلوقاته سبحانه ولا سيما السموات مع ما فيها من الشمس والقمر والنجوم والأرض وما عليها من البحار والجبال والمعادن عرفوا أن لها ربا وصانعا فقالوا : ربنا ثم لما أعترفوا في أن في كل من ذلك حكما ومقاصد وفوائد لا تحيط بتفاصيلها الأفكار قالوا : ما خلقت هذا باطلا ثم لما تأملوا وقاسوا أحوال هذه المصنوعات إلى صانعها رأوا أنه لابد وأن يكون الصانع منزها عن مشابهة شيء منها فإذن هو ليس بجسم ولا عرض ولا في حيز ولا بمفتقر ولا ولا فقالوا : سبحانك أي تنزيها لك مما لا يليق بك ثم لما أستغرقوا في بحار العظمة والجلال وبلغوا هذا المبلغ الأعظم