وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كفرهم برسول الله بعد الإيمان به قبل مبعثهوإليه ذهب عكرمةوأختاره الزجاج والجبائي .
وقيل : هم جميع الكفار لإعراضهم عما وجب عليهم من الإقرار بالتوحيد حين أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى وروى ذلك عن أبي بن كعب ويحتمل أن يراد بالإيمان الإيمان بالقوة والفطرة وكفر جميع الكفار كان بعد هذا الإيمان لتمكنهم بالنظر الصحيح والدلائل الواضحة والآيات البينة من الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم وعن الحسن أنهم المنافقون أعطوا كلمة الإيمان بألسنتهم وأنكروها بقلوبهم وأعمالهم فالإيمان على هذا مجازي وقيل : إنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة وروى ذلك عن علي كرم الله تعالى وجهه وأبي أمامة وإبن عباس وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه .
فذوقوا العذاب أي المعهود الموصوف بالعظم والأمر للإهانة لتقرر المأمور به وتحققه وقيل : يحتمل أن يكون أمر تسخير بأن يذوق العذاب كل شعرة من أعضائهم نعوذ بالله تعالى من غضبه والفاء للإيذان بأن الأمر بذوق العذاب مترتب على كفرهم المذكور كما يصرح به قوله سبحانه : بما كنتم تكفرون فالباء للسببية وقيل : للمقابلة من غير نظر إلى التسبب وليست بمعنى اللام ولعله سبحانه أراد بعد إيمانكم والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على إستمرار كفرهم أو على مضيه في الدنيا .
وأما الذين أبيضت وجوههم ففي رحمة الله أي الجنة فهو من التعبير بالحال عن المحل والظرفية حقيقية وقد يراد بها الثواب فالظرفية حينئذ مجازية كما يقال : في نعيم دائم وعيش رغدوفيه إشارة إلى كثرته وشموله للمذكورين شمول الظرف ولا يجوز أن يراد بالرحمة ما هو صفة له تعالى إذ لا يصح فيها الظرفية ويدل على ما ذكر مقابلتها بالعذاب ومقارنتها للخلود في قوله تعالى : هم فيها خالدون 701 وإنما عبر عن ذلك بالرحمة إشعارا بأن المؤمن وإن أستغرق عمره في طاعة الله تعالى فإنه لا ينال ما ينال إلا برحمته تعالى ولهذا ورد في الخبر لن يدخل أحدكم الجنة عمله فقيل له : حتى أنت يارسول الله فقال : حتى أنا إلا أن يتغمدني الله تعالى برحمته وجملة هم فيها خالدون إستئنافية وقعت جوابا عما نشأ من السياق كأنه قيل : كيف يكونون فيها فأجيب بما ترى وفيها تأكيد في المعنى لما تقدم وقيل : خبر بعد خبر وليس بشيء وتقديم الظرف للمحافظة على رؤس الآي والضمير المجرور للرحمة ومن أبعد البعيد جعله للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلافا لمن قال به وجعل الكلام عليه بيانا لسبب كونهم في رحمة الله تعالى وكون مقابلهم في العذاب كأنه قيل : ما بالهم في رحمة الله تعالى فأجيب بأنهم كانوا خالدين في الخيرات وقريءأبياضت وأسوادت تلك أي التي مر ذكرها وعظم قدرها آيات الله نتلوها عليك أي نقرؤها شيئا فشيئا وإسناد ذلك إليه تعالى مجاز إذ التالي جبريل عليه السلام بأمره سبحانه وتعالى وفي عدوله عن الحقيقة مع الإلتفات إلى التكلم بنون العظمة ما لا يخفى من العناية بالتلاوة والمتلو عليه والجملة الفعلية في موضع الحال من الآيات والعامل فيها معنى الإشارة .
وجوز أن تكون في موضع الخبر لتلك و آيات بدل منه وقريء يتلوها على صيغة الغيبة .
بالحق أي متلبسة أو متلبسين بالصدق أو بالعدل في جميع ما دلت عليه تلك الآيات ونطقت به فالظرف في موضع الحال المؤكدة من الفاعل أو المفعول وما الله يريد ظلما للعالمين 801 بأن يحلهم من العقاب