وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الذي أنبأ الأقسام به على منهاج الأعتراض في قوله تعالى : وإنه لقسم لو تعلمون عظيم وبعد ما بين سبحانه علو شأن القرآن العظيم وحقق جل وعلا أن إنزاله على لغتهم ليعقلوه ويؤمنوا به ويعملوا بموجبه عقب سبحانه ذلك بأنكار أن يكون الأمر بخلافه فقال جل شأنه : أف نضرب عنكم الذكر أي أفنحيه ونبعده عنكم على سبيل الأستعارة التمثيلية من قولهم : ضرب الغرائب على الحوض شبه حال الذكر وتنحيته بحال غرائب الأبل وذودها عن الحوض إذا دخلت مع غيرها عند الورد ثم استعمل ما كان في تلك القصة ههنا وفيه إشعار باقتضاء الحكمة توجه الذكر إليهم وملازمته لهم كأنه يتهافت عليهم ولو جعل استعارة في المفرد بجعل التنحية ضربا جاز ومن ذلك قول طرفة : أضرب عنك الهموم طارقها ضربك بالسيف قونس الفرس وقول الحجاج في خطبته يهدد أهل العراق : لأضربنكم غرائب الأبل و الذكر قيل المراد به القرآن ويروى ذلك عن الضحاك وأبي صالح والكلام على تقدير مضاف أي إنزال الذكر وفيه إقامة الظاهر مقام المضمر تفخيما وقيل : بل هو ذكر العباد فيه صلاحهم فهو بمعنى المصدر حقيقة وعن ابن عباس ومجاهدما يقتضيه والهمزة للأنكار والفاء للعطف على محذوف ويقتضيه على أحد الرأيين في مثل هذاالتركيب أي أنهم لكم فننحي الذكر عنكم وقال ابن الحاجب : الفاء لبيان أن ما قبلها وهو جعل القرآن عربيا سبب لما بعدها وهو إنكار أن يضرب سبحانه الذكر عنهم صحفا أي إعراضا وهو مصدر لنضرب من غير لفظه فإن تنحية الذكر إعراض فنصبه على أنه مفعول مطلق على نهج قعدت جلوسا كأنه قيل : أفنصفح عنكم صحفا أو هو منصوب على أنه مفعول له أو حال مؤول بصافحين بمعنى معرضين وأصل الصفح أن تولي الشيء عنقك وقيل : إنه بمعنى الجانب فينصب على الظرفية أي أفنحيينه عنكم جانبا ويؤيد قراءة حسان بن عبد الرحمن الضبعي والسميط ابن عمير وشبيل بن عذرة صحفا بضم الصاد وحينئذ يحتمل أن يكون تخفيف صفح كرسل جمع صفوح بمعنى صافحين وأبو حيان اختار أن يكون مفردا بمعنى المفتوح كالسد والسد .
وحكى عن ابن عطية انتصاب على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة فيكون العامل فيه محذوفا ولا يخفى أنه لا يظهر ذلك وأيا ما كان فالمراد إنكار أن يكون الأمر خلاف ما ذكر من إنزال كتاب على لغتهم ليفهموه أن كنتم قوما مسرفين .
5 .
- أي لأن كنتم منهمكين في الأسراف مصرين عليه على معنى أن الحكمة تقتضي ذكركم وإنزال القرآن فلا نترك ذلك لأجل أنكم مسرفون لاتلتفتون إليه بل نفعل التفتم أم لا .
وقيل : هو على معنى أن حالكم وإن اقتضى تخليتكم وشأنكم حتة تموتوا على الكفر والضلالة وتبقوا في العذاب الخالد لكننا لسعة رحمتنا لا نفعل ذلك بل نهديكم إلى الحق بإرسال الرسول الأمين وإنزال الكتاب المبين .
وقرأ نافع والأخوان إن كنتم بكسر الهمزة على أن الجملة شرطية وإن كانت تستعمل للمشكوك وإسرافهم أمر محقق لكن جيء بها هنا بناء على جعل المخاطب كأنه متردد في ثبوت الشرط شاك فيه قصدا إلى نسبته إلى الجهل بارتكابه الأسراف لتصويره بصورة ما يفرض لوجوب انتفائه وعدم صدوره ممن يعقل وقيل : لا حاجة إلى هذا لأن الشرط الإسراف في المستقبل وهو ليس بمتحقق ورد بأن إن الداخلة على كان لا تقلبه للأستقبال