وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يتفطن لها من له قلب إلى أن المشيئة حسب الإستعداد الذي عليه الشخص في نفس الأمر فتأمل فإن هذا الوجه لا يخلو عن بعد ودغدغة والذي ذكره القاضي في قوله تعالى : ولقد بعثنا الخ أنه بين فيه أن البعثة أمر جرت به السنة الإلهية في الأمم كلها سببا لهدى من أراد سبحانه اهتداءه وزيادة لضلال من ااد ضلاله كالغذاء الصالح ينفع المزاج السوي ويقويه ويضر المنحرف ويفنيه .
وفي إرشاد العقل السليم أنه تحقيق لكيفية تعلق مشيئته تعالى بأفعال العباد بعد بيان أن الإلجاء ليس من وظائف الرسالة ولا من باب المشيئة المتعلقة بما يدور عليه فلك الثواب والعقاب من الأفعال الإختيارية والمعنى أنا بعثنا في كل أمة رسولا يأمرهم بعبادة الله تعالى واجتناب الطاغوت فأمروهم فتفرقوا فمنهم من هداه الله تعالى بعد صرف قدرته واختياره الجزئي إلى تحصيل ما هدى إليه ومنهم من ثبت على الضلالة لعناده وعدم صرف قدرته إلى تحصيل الحق والفاء في فمنهم فصيحة كما أشير إليه وكان الظاهر في القسم الثاني ومنهم من أضل الله إلا أنه غير الأسلوب إلى ما في النظم الكريم للإشعار بأن ذلك لسوء اختيارهم كقوله تعالى : وإذا مرضت فهو يشفين و أن يحتمل أن تكون مفسرة لما في البعث من معنى القول وأن تكون مصدرية بتقدير حرف الجر أي بأن اعبدوا الله فسيروا أيها المشركون المكذبون القائلون : لو شاء الله ما عبدنا من دونه في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين .
36 .
- من عاد وثمود ومن سار سيرهم ممن حقت عليه الضلالة وقال كما قلتم لعلكم تعتبروم وترتيب الأمر بالسير على مجرد الأخبار بثبوت الضلالة عليهم من غير إخبار بحلول العذاب للإيذان بأن ذلك غني عن البيان وفي عطف الأمر الثاني بالفاء إشعار بوجوب المبادرة إلى النظر والإستدلال المنقذين من الضلال إن تحرص على هداهم خطاب لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والحرص فرط الإرادة وقرأ النخعي وإن بزيادة واو وهو والحسن وأبو حيوة تحرص بفتح الراء مضارع حرض بكسرها وهي لغة والجمهور تحرص بكسر الراء مضارع حرص بفتحها وهي لغة الحجاز فإن الله لا يهدي من يضل جواب الشرط على معنى فاعلم ذلك أو علة للجواب المحذوف أي أن تحرص على هداهم لم ينفع حرصك شيئا فإن الله تعالى لا يهدي من يضل والمراد بالموصول قريش المعبر عنهم فيما مر بالذين أشركوا ووضع الموصول موضع ضميرهم للتنصيص على أنهم ممن حقت عليهم الضلالة وللإشعار بعلة الحكم ويجوز أن يراد به ما يشملهم ويدخلون فيه دخولا أولياء ومعنى الآية على ما قيل : أنه سبحانه لا يخلق الهداية جبرا وقسرا فيمن يخلق فيه الضلالة بسوء اختياره ولا بد من نحو هذا التأويل لأن الحكم بدون ذلك مما لا يكاد يجهل و من على هذا مفعول يهدي كما هو الظاهر وقيل إن يهدي مضارع هدى بمعنى اهتدى فهو لازم و من فاعله وضمير الفاعل في يضل لله تعالى والعائد محذوف أي من يضله وقد حكى مجيء هدى بمعنى اهتدى الفراء وقرأ غير واحد من السبعة والحسن والأعرج وجاهد وابن سيرين والعطاردي ومزاحم الخراساني وغيرهم لا يهدي بالبناء للمفعول فمن نائب الفاعل والعائد وضمير الفاعل كما مر وهذه القراءة أبلغ من الأولى لأنها تدل على أن من أضله الله تعالى لا يهديه كل أحد بخلاف الأولى فإنها تدل على أن الله تعالى لا يهديه فقط وإن كان من لم يهد الله فلا هادي له وهذا على ما قيل إن لم نقل بلزوم هدى وأما إذا