التي فعلت وأنت من الكافرين وقد مر الكلام في مثل ذلك فتذكر فأوحى إليهم أي الى الرسل عليهم السلام بعدما قيل لهم ماقيل ربهم مالك أمرهم سبحانه لنهلكن الظلمين .
31 .
- أي المشركين المتناهين في الظلم وهم أولئك القائلون وقال ابن عطية : خص سبحانه الظالمين من الذين كفروا اذ جائز أن يؤمن من الكفرة الذين قالوا تلك المقالة ناس فالتوعد باهلاك من خلص للظلم و أوحى يحتمل أن يكون بمعنى فعل الايحاء فلا مفعول له ولنهلكن على اضمار القول أي قائلا لنهلكن ويحتمل أن يكون جاريا مجرى القول لكونه ضربا منه ولنهلكن مفعوله ولنسكننكم الأرض أي أرضهم وديارهم فاللام للعهد وعند بعض عوض عن المضاف اليه من بعدهم أي من بعد اهلاكهم وأقسم سبحانه وتعالى في مقابلة قسمهم والظاهر أن ما أقسم عليه جل وعلا عقوبة لهم على قولهم : لنخرجنكم من أرضنا وفي ذلك دلالة على مزيد شناعة ماأتوا به حيث أنهم لما أرادوا اخراج المخاطبين من ديارهم جعل عقوبته اخراجهم من دار الدنيا وتوريث أولئك أرضهم وديارهم وفي الحديث من آذى جاره أورثه الله تعالى داره وقرأ أبو حيوة ليهلكن الظالمين وليسكننكم الأرض بياء الغيبة اعتبارا لأوحى كقولك : أقسم زيد ليخرجن ذلك اشارة الى الموحي به وهو اهلاك الظالمين واسكان المخاطبين ديارهم وبذلك الاعتبار وحد اسم الاشارة مع أن المشار اليه اثنان فلا حاجة الى جعله من قبيل عوان بين ذلك وان صح أي ذلك الامر محقق ثابت .
لمن خاف مقامي أي موقفي الذي يقف به العباد بين يدي للحساب يوم القيامة والى هذا ذهب الزجاج فالمقام اسم مكان واضافته الى ضميره تعالى لكونه بين يديه سبحانه وقال الفراء : هو مصدر ميمي أضيف الى الفاعل أي خاف قيامي عليه بالحفظ لأعماله ومراقبتي اياه وقيل : المراد اقامتي على العدل والصواب وعدم الميل عن ذلك .
وقيل : لفظ مقام مقحم لأن الخوف من الله تعالى أي لمن خافني وخاف وعيد .
41 .
- أي وعيدي بالعذاب فياء المتكلم محذوفة للاكتفاء بالكسرة عنها في غير الوقف والوعيد على ظاهره ومتعلقه محذوف وجوز أن يكون مصدرا من الوعد على وزن فعيل وهو بمعنى اسم المفعول أي عذابي الموعود للكفار : وفيه استعارة الوعد للايعاد والمراد بمن خاف على ماأشير اليه في الكشاف المتقون ووقوع ذلك الى آخره بعد ولنسكننكم الارض من بعدهم موقع والعاقبة للمتقين في قصة موسى عليه السلام حيث قال لقومه : استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين واستفتحوا أي استنصروا الله تعالى على أعدائهم كقوله تعالى : إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ويجوز أن يكون من الفتاحة أي الحكومة أي استحكموا الله تعالى وطلبوا منه القضاء بينهم كقوله تعالى : ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق والضمير للرسل عليهم السلام كما روى عن قتادة وغيره والعطف على أوحى ويؤيد ذلك قراءة ابن عباس ومجاهد وابن محيصن واستفتحوا بكسر التاء أمرا للرسل عليهم السلام معطوفا على ليهلكن فهو داخل تحت الموحى والواو من الحكاية دون المحكي وقيل : ما قبله لانشاء الوعد فلا يلزم عطف الانشاء على الخبر مع أن مذهب بعضهم تجويزه وأخر على القراءتين عن قوله تعالى : لنهلكن أو أوحى اليهم على مافي الكشف