وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بأنه ابتداء بنكرة لايصح و سارب عطف على من كأنه قيل : سواء منكم انسان هو مستخف وآخر سارب والنكتة في زيادة هو في الاول أنه الدال على كمال العلم فناسب زيادة تحقيق وهو النكتة في حذف الموصوف عن سارب أيضا والوجه في تقديم أسر واعماله في صريح القول على جهره واعماله في ضميره وجوز أن يكون على مستخف واستشكل بأن سواء يقتضي ذكر شيئين فاذا كان سارب معطوفا على جزء الصلة أو الصفة لايكون هناك الاشيء واحد ولا يجيء هذا على الاول لأن المعنى ما علمت وأجيب بأن من عبارة عن الاثنين كما في قوله : تعال فان عاهدتني لاتخونني نكن مثل من يا ذئب يصطحبان فكأنه قيل : سواء منكم اثنان مستخف بالليل وسارب بالنهار قال في الكشف : وعلى الوجهين من موصوفة لاموصولة فيحمل الاوليان ايضا على ذلك ليتوافق الكل وإيثارها على الموصولة دلالة على أن المقصود الوصف فان ذلك متعلق العلم وأما لو قيل : سواء الذي أسر القول والذي جهر به فان أريد الجنس من باب .
ولقد أمر على اللئيم يسبني .
فهو والاول سواء لكن الأول نص وإن أريد المعهود حقيقة أو تقديرا لزم ايهام خلاف المقصود لما مر وقيل : في الكلام موصول محذوف والتقدير ومن هو سارب كقول أبي فراس : فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب وقول حسان : أمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء وهو ضعيف جدا لما فيه من حذف الموصول مع صدر الصلة وقد ادعى الزمخشري أن أحد الحذفين سائغ لكن اجتماعهما منكر من المنكرات بخلاف البيتين وقال أبو حيان : إن حذف من هنا وإن كان للعلم به لايجوز 1 عند البصريين ويجوز عند الكوفيين وزعم بعضهم أن المقصود استواء الحالتين سواء كانتا لواحد أو لاثنين والمعنى سواء استخفاؤه وسرو به بالنسبة إلى علم الله تعالى فلا حاجة إلى توجيه الآية بما مر وكذا حال ماتقدمه فعبر بأسلوبين والمقصود واحد .
وتعقب بأنه لاتساعده العربية لأن من لاتكون مصدرية ولاسابك في الكلام وزعم ابن عطية جواز أن تكون الآية متضمنة ثلاثة أصناف فالذي يسر طرف والذي يجهر طرف مضاد للأول والثالث متلون يعصي بالليل مستخفيا ويظهر البراءة بالنهار وهو كما ترى ومن الغريب مانقل عن الاخفش وقطرب تفسير المستخفى بالظاهر فانه وإن كان موجودا في كلامهم بهذا المعنى لكن يمنع عنه في الآية مايمنع ثم أن في بيان علمه تعالى بماذكر بعد بيان شمول علمه سبحانه الاشياء كلها مالايخفى من الاعتناء بذلك .
له الضمير راجع الى من تقدم ممن أسر بالقول وجهر به الى آخره باعتبار تأويله بالمذكور واجرائه مجرى اسم الاشارة وكذا المذكورة بعده معقبات ملائكة تعتقب في حفظه وكلائته جمع معقبة من عقب مبالغة في عقبة اذا جاء على عقبه وأصله من العقب وهو مؤخر الرجل ثم تجوز به عن كون الفعل بغير فاصل ومهلة