وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ضجعة الموت رقدة يستريح الجسم فيها والعيش مثل السهاد وقال : تعب كلها الحياة فما اعجب الا من راغب في ازدياد ان حزنا في ساعة الفوت أضعا ف سرور في ساعة الميلاد وقد ذكر غير واحد أن تمني الموت حبا للقاء الله تعالى مما لابأس به وقد روى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها من أحب لقاء الله تعالى أحب الله تعالى لقاءه الحديث نعم تمنى الموت عند نزول البلاء منهي عنه ففي الخبر لايتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وقال قوم : انه عليه السلام لم يتمن الموت وانما عدد نعم الله تعالى عليه ثم دعا بأن تدوم تلك النعم في باقي عمره حتى إذا حان أجله قبضه على الاسلام وألحقه بالصالحين .
والحاصل أنه عليه السلام انما طلب الموافاة على الاسلام لا الوفاة ولا يرد على القولين أنه من المعلوم أن الانبياء عليهم السلام لايموتون الا مسلمين أما لأن الاسلام هنا بمعنى الاستسلام لكل ما قضاه الله تعالى أو لأن ذلك بيان لأنه وان لم يتخلف ليس الا بارادة الله تعالى ومشيئته 1 والذاهبون الى الاول قالوا أنه عليه السلام لم يأت عليه أسبوع حتى توفاه الله تعالى وكان الحسن يذهب الى القول الثاني ويقول : انه عليه السلام عاش بعد هذا القول سنين كثيرة وروى المؤرخون ان يعقوب عليه السلام أقام مع يوسف أربعا وعشرين سنة ثم توفى وأوصى أن يدفن بالشام الى جنب أبيه فذهب به ودفنه ثمت وعاش بعده ثلاثا وعشرين سنة وقيل : أكثر ثم تاقت نفسه الى الملك المخلد فتمنى الموت فتوفاه الله تعالى طيبا طاهرا فتخاصم أهل مصر في مدفنه حتى همموا بالقتال فرأوا أن يجعلوه في صندوق من مرمر ويدفنوه في النيل بحيث يمر عليه الماء ثم يصل إلى مصر ليكونوا شرعا فيه ففعلوا ثم أراد موسى عليه السلام نقله إلى مدفن آبائه فاخرجه بعد أربعمائة سنة على ماقيل : من صندوق المرمر لثقله وجعله في تابوت من خشب ونقله إلى ذلك وكان عمره مائة وعشرين سنة وقيل : مائة وسبع سنين وقد ولد له من امرأة العزيز أفراثيم وهو جد يوشع عليه السلام وميشا ورحمة زوجة أيوب عليه السلام ولقد توارثت الفراعنة من العمالقة بعده مصر ولم يزل بنو إسرائيل تحت أيديهم على بقايا دين يوسف وآبائه عليهم السلام إلى أن بعث الله تعالى موسى عليه السلام فكان ما كان .
وفي التوراة أن يوسف عليه السلام أسكن أباه وإخوته في مكان يقال له عين شمس من أرض السدير وبقي هناك سبع عشرة سنة وكان عمره حين دخل مصر مائة وثلاثين سنة ولما قرب أجله دعا يوسف عليه السلام فجاء ومعه ولده 2 منشأ وهو بكره وافرايم فقدمهما اليه ودعا لهما ووضع يده اليمنى على رأس الاصغر واليسرى على رأس الأكبر وكان يوسف يحب عكس ذلك فكلم أباه فيه فقال : يابني إني لأعلم أن ما يتناسل من هذا الأصغر أكثر مما يتناسل من هذا الأكبر ودعا ليوسف عليه السلام وبارك عليه وقال : يا بني إني ميت كان الله تعالى معكم وردكم إلى بلد أبيكم يابني إذا أنا مت فلا تدفنني في مصر وادفني في مقبرة آبائي وقال : نعم ياأبت وحلف له ثم دعا سائر بنيه وأخبرهم بما ينالهم في أيامهم ثم أوصاهم بالدفن عند آبائه في الأرض التي اشتراها إبراهيم عليه السلام من عفرون الختى في أرض الشام وجعلها مقبرة وبعد أن فرغ من وصيته عليه السلام توفى فانكب يوسف عليه السلام عليه يقبله ويبكي وأقام له حزنا عظيما وحزن عليه أهل مصر كثيرا ثم ذهب به يوسف