في البلاء ويحمده في الرخاء .
وذكر الامام أن اليأس لايحصل إلا إذا اعتقد الانسان أن الاله غير قادر على الكمال أو غير عالم بجميع المعلومات أوليس بكريم واعتقاد كل من هذه الثلاث يوجب الكفر فاذا كان اليأس لايحصل إلا عند حصول أحدها وكل منها كفر ثبت أن اليأس لايحصل إلا لمن كان كافرا واستدل بعض أصحابنا بالآية على أن الياس من رحمة الله تعالى كفر وادعى أنها ظاهرة في ذلك .
وقال الشهاب : ليس فيها دليل على ذلك بل هو ثابت بدليل آخر وجمهور الفقهاء على أن اليأس كبيرة ومفاد الآية أنه من صفات الكفار لا أن من ارتكبه كان كافرا بارتكابه وكونه لايحصل إلا عند حصول أحد المكفرات التي ذكرها الامام مع كونه في حيز المنع لجواز أن ييأس من رحمة الله تعالى اياه مع ايمانه بعموم قدرته تعالى وشمول علمه وعظم كرمه جل وعلا لمجرد استعظام ذنبه مثلا واعتقاده عدم اهليته لرحمة الله تعالى من غير أن يخطر له ادنى ذرة من تلك الاعتقادات السيئة الموجبة للكفر لايستدعي أكثر من اقتضائة سابقية الكفر دون كون ارتكابه نفسه كفرا كذا قيل وقيل : الاولى التزام القول بأن اليأس قد يجامع الايمان وان القول بأنه لايحصل الا بأحد الاعتقادات المذكورة غير بين ولا مبين .
نعم كونه كبيرة مما لاشك فيه بل جاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه أكبر الكبائر وكذا القنوط وسوء الظن وفرقوا بينها بأن اليأس عدم أمل وقوع شيء من أنواع الرحمة له والقنوط هو ذاك مع انضمام حالة هي أشد منه في التصميم على عدم الوقوع وسوء الظن هو ذاك مع انضمام أنه مع عدم رحمته له يشدد له العذاب كالكفار وذكر ابن نجيم في بعض رسائله ما به يرجع الخلاف بين من قال : إن اليأس كفر ومن قال : إنه كبيرة لفظيا فقال : قد ذكر الفقهاء من الكبائر الأمن من مكر الله تعالى واليأس من رحمته وفي العقائد واليأس من رحمة الله تعالى كفر فيحتاج الى التوفيق والجواب أن المراد باليأس انكار سعة الرحمة للذنوب ومن الأمن الاعتقاد أن لا مكر ومراد الفقهاء من اليأس الياس لاستعظام ذنوبه واستبعاد العفو عنها ومن الأمن الأمن لغلبة الرجاء عليه بحيث دخل في حد الأمن ثم قال والاوفق بالسنة طريق الفقهاء لحديث الدارقطني عن ابن عباس مرفوعا حيث عدها من الكبائر وعطفها على الاشراك بالله تعالى اه وهو تحقيق نفيس فليفهم فلما دخلوا عليه أي على يوسف عليه السلام بعد ما رجعوا الى مصر بموجب أمر أبيهم وإنما لم يذكر ايذانا بمسارعتهم الى ما أمروا به واشعارا بأن ذلك أمر محقق لايفتقر إلى الذكر والبيان وأنكر اليهود رجوعهم بعد أخذ بنيامين الى أبيهم ثم عودهم الى مصر وزعموا أنهم لما جاؤا أولا للميرة اتهمهم بأنهم جواسيس فاعتذروا وذكروا أنهم أولاد نبي الله تعالى يعقوب وأنهم كانوا اثنى عشر ولدا هلك واحد منهم وتخلف أخوه عند أبيهم يتسلى به عن الهالك حيث أنه كان يحبه كثيرا فقال : ائتوني به لأتحقق صدقكم وحبس شمعون عنده حتى يجيؤا فلما أتوا به ووقع ما وقع من أمر السرقة أظهروا الخضوع والانكسار فلم يملك عليه السلام نفسه حتى تعرف اليهم ثم أمرهم بالعود الى أبيهم ليخبروه الخبر ويأتوا به وهو الذي تضمنته توراتهم اليوم وما بعد الحق الا الضلال قالوا يا أيها العزيز خاطبوه بذلك تعظيما له على حد خطابهم السابق به على ماهو ظاهر وهل كانوا يعرفون اسمه أم لا لم أر من تعرض