وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قد صغر الجوهر في ثغره لكنه تصغير تحبيب ويحتمل أن يكون لذلك لصغر السن وفتح الياء قراءة حفص وقرأ الباقون بكسرها والجملة إستئناف مبني على سؤال كأنه قيل : فماذا قال الأب بعد سماع هذه الرؤية العجيبة من إبنه فقيل : قال : يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا أي فيحتالوا لإهلاكك حيلة عظيمة لا تقدر على التفصي عنها أو خيفة لا تتصدى لمدافعتها وإنما قال له ذلك لما أنه عليه السلام عرف من رؤياه أن سيبلغه الله تعالى مبلغا جليلا من الحكمة ويصطفيه للنبوة وينعم عليه بشرف الدارين فخاف عليه حسد الأخوة وبغيهم فقال له ذلك صيانة لهم من الوقوع فيما لا ينبغي في حقه وله من معاناة المشاق ومقاساة الأحزان وإن كان واثقا بأنهم لا يقدرون على تحويل ما دلت عليه الرؤيا وأنه سبحانه سيحقق ذلك لا محالة وطمعا في حصوله بلا مشقة وليس ذلك من الغيبة المحظورة في شيء والرؤيا مصدر رأى الحلمية الدالة على ما يقع في النوم سواء كان مرئيا أم لا على ما هو المشهور والرؤية مصدر رأى البصرية الدالة على إدراك مخصوص وفرق بين مصدر المعنيين بالتأنيثين ونظير ذلك القربة للتقرب المعنوي بعبادة ونحوها والقربى للتقرب النسبي وحقيقتها عند أهل السنة كما قال محي الدين النووي نقلا عن المازني : إن الله سبحانه يخلق في قلب النائم إعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان وهو سبحانه يخلق ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة وقد جعل سبحانه تلك الإعتقادات علما على أمور أخر يخلقها في ثاني الحال ثم إن ما يكون علما على ما يسر يخلقه بغير حضرة الشيطان وما يكون علما على ما يضر يخلقه بحضرته ويسمى الأول رؤيا وتضاف إليه تعالى إضافة تشريف والثاني حلما تضاف إلى الشيطان كما هو الشائع من إضافة الشيء المكروه إليه وإن كان الكل منه تعالى وعلى ذلك جاء قوله صلى الله عليه وسلّم : الرؤيا من الله تعالى والحلم من الشيطان وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله A قال : إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله تعالى فليحمد الله تعالى وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم ومن شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لن تضره .
وصح عن جابر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ولا يبعد جعل الله تعالى ما ذكر سببا للسلامة عن المكروه كما جعل الله الصدقة سببا لدفع البلاء وإن لم نعرف وجه مدخلية البصق عن اليسار والتحول عن الجنب الذي كان عليه مثلا في السببية وقيل : هي أحاديث الملك الموكل بالأرواح إن كانت صادقة ووسوسة الشيطان والنفس إن كانت كاذبة ونسب هذا إلى المحدثين وقد يجمع بين القولين بأن مقصود القائل بأنها إعتقادات يخلقها الله تعالى في قلب إلخ أنها إعتقادات تخلق كذلك بواسطة حديث الملك أو بواسطة وسوسة الشيطان مثلا والمسببات في المشهور عن الأشاعرة مخلوقة له تعالى عند الأسباب لا بها فتدبر .
وقال غير واحد من المتفلسفة هي إنطباع الصورة المنحدرة من أفق المتخيلة إلى الحس المشترك والصادقة منها إنما تكون باتصال النفس بالملكوت لما بينهما من التناسب عند فراغها من تدبير البدن أدنى فراغ فتتصور بما فيها مما يليق بها من المعاني الحاصلة هناك ثم إن المتخيلة تحاكية بصورة تناسبها فترسلها إلى الحس المشترك فتصير مشاهدة ثم إن كانت شديدة المناسبة لذلك المعنى بحيث لا يكون التفاوت إلا بالكلية والجزيئة إستغنت عن التعبير وإلا احتاجت إليه