وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولا يجوز كاد إلا عند الكسائي فإنه يحذف الفاعل وكأن الرضى لم يبال بما لزم على هذا التخريج من تقديم خبر كاد على إسمه لما عرفت من أنهليس بمحذور على ما هو الحق وذهب أبو حيان إلى أن كاد زائدة ومعناها مراد ككان ولا عمل لها في إسم ولا خبر ليخلص من القيل والقال ويؤيده قراءة ابن مسعود من بعدما زاغت بإسقاط كاد وقد ذهب الكوفيون إلى زيادتها في نحو لم يكد مع أنها عاملة فهذا أولى .
وقرأ الأعمش تزيغ بضم التاء وجعلوا الضمير على قراءة ابن مسعود للمتخلفين سواء كانوا من المنافقين أم لا كأبي لبابة ثم تاب عليهم تكرير للتأكيد بناء على أن الضمير للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم والمهاجرين والأنصار رضيالله تعالى عنهم والتأكيد يجوز عطفه بثم كما صرح به النحاة وإن كان كلام أهل المعاني يخالفه ظاهرا وفيه تنبيه على أن توبته سبحانهفي مقابلة ما قاسوه من الشدائد كما دل عليه التعليق بالموصول ويحتمل أن يكون الضمير للفريق والمراد أنه تاب عليهم لكيدودتهم وقربهم من الزيغ لأنه جرم محتاج إلى التوبة عليه فلا تكرار لما سبق وقوله : إنه بهم رءوف رحيم 117 إستئناف تعليلي فإن صفةالرأفة والرحمة من دواعي التوبة والعفو وجوز كون الأول عبارة عن إزالة الضرر والثاني عن إيصال النفع وأن يكون أحدهما للسوابق والآخر للواحق وعلى الثلاثة عطف على النبي وقيل : إن تاب مقدر في نظم الكلام لتغاير هذه التوبة والتوبة السابقة وفيه نظر أي وتاب على الثلاثة الذين خلفوا أي خلف أمرهم وأخر عن أمر أبي لبابة وأصحابه حيث لم يقبل منهم معذرة مثل أولئك ولا ردت ولم يقطع في شأنهم بشيء إلى أن نزل الوحي بهم فالإسناد إليهم إما مجازا أو بتقدير مضاف في النظم الجليل وقد يفسر المتعدي باللازم أي الذين تخلفوا عن الغزووهم كعب بن مالك من بني سلمة وهلال بن أمية من بني واقف ومرارةبن الربيع من بني عمرو بن عوف ويقال فيه ابن ربيعة وفي مسلم وغيره وصفه بالعامري وصوب كثير من المحدثين العمري بدله .
وقرأ عكرمة ورزين بن حبيش وعمرو بن عبيد خلفوا بفتح الخاء واللام خفيفة أي خلفوا الغازين بالمدينة أو فسدوا من الخالفة وخلوف الفم وقرأ علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق رضي الله تعالى عنهم وأبو عبدالرحمن السلمي خالفوا وقرأ الأعمش : وعلى المخلفين وظاهر قوله تعالى : حتى إذا ضاقت عليهم الأرض أنه غاية للتخليف بمعنى تأخير الأمر أي أخر أمرهم إلى أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت أي برحبها وسعتها لأعراض الناس عنهم وعدم مجالستهم ومحادثتهم لهم لأمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لهم بذلك وهو مثل لشدة الحيرة والمراد أنهم لم يقروا في الدنيا مع سعتها وهو كما قيل : كأن بلاد الله وهي فسيحة على الخائف المطلوب كفة حابل وضاقت عليهم أنفسهم أي قلوبهم وعبر عنها بذلك مجازا لأن قيامالذوات بها ومعنى ضيقها غمها وحزنها كأنها لا تسع السرور لضيقها وفي هذا ترق من ضيق الأرض عليهم إلى ضيقهم في أنفسهم