وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قوله تعالى الآتي إن شاء الله تعالى إنما السبيل الخ وهو من عطف الخاص على العام إعتناء بشأنهم وجعلهم كأنهم لتميزهم جنس آخر وقيل : عطف على الضعفاء وهم كما قال ابن إسحق وغيره البكاءون وكانوا سبعة نفر من الأنصار وغيرهم من بني عمرو بن عوف : سالم بن عمير وعلية بن زيد أخو بني حارث وأبو ليلى عبدالرحمن بن كعب أخو بني مازن بن النجار وعمرو بن الحمام بن الجموح أخو بني سلمة وعبدالله بن معقل المزني وهرمي بن عبدالله أخو بني واقف وعرباض بن سارية الفزاري أتوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فاستحملوه وكانوا أهل حاجة فقال لهم E ما قصه الله تعالى بقوله سبحانه : قلت لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون كما أخبر سبحانه والظاهر أنه لم يخرج منهم أحد للغزو مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لكن قال ابن إسحق : بلغني أن ابن يامين بن عمير بن كعب النضري لقي أبا ليلى وابن معقل وهم يبكيان فقال : ما يبكيكما قالا : جئنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليحملنا فلم نجد عنده ما يحملنا عليه وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج معه فأعطاهما ناضحا له فارتحلا وزودهما شيئا من تمر فخرجا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وفي بعض الروايات أن الباقين أعينوا على الخروج فخرجوا وعن مجاهد أنهم بنو مقرن : معقل وسويد والنعمان وقيل : هم أبو موسى الأشعري أصحابه من أهل اليمن وقيل وقيل : وظاهر الآية يقتضي أنهم طلبوا ما يركبون من الدواب وهو المروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وأخرج ابن المنذر عن علي بن صالح قال : حدثني مشيخة من جهينة قالوا : أدركنا الذين سألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الحملان فقالوا : ما سألناه إلا الحملان على النعال ومثل هذا ما أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم بن أدهم عمن حدثه إنه قال : ما سألوه الدواب ما سألوه إلا النعال وجاء في بعض الروايات أنهم قالوا : احملنا على الخفاف المرقوعة والنعال المخصوفة نغزو معك فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ما قال ومن مال إلى الظاهر المؤيد بما روي عن الحبر قال : تجوز بالخفاف المرقوعة والنعال المخصوفة عن ذي الخف والحافر فكأنهم قالوا : احملنا على ما يتيسر أو المراد احملنا ولو على نعالنا وأخفافنا مبالغة في القناعة ومحبة للذهاب معه E .
وأنت تعلم أن ظاهر الخبرين السابقين يبعد ذلك على أنه في نفسه خلاف الظاهر نعم الأخبار المخالفة لظاهر الآية لا يخفى ما فيها على من له إطلاع على مصطلح الحديث ومغايرة هذا الصنف بناء على ما يقتضيه الظاهر من أنهم واجدون لما عدا المركب للذين لا يجدون ما ينفقون إذا كان المراد بهم الفقراء الفاقدين للزاد والمركب وغيره ظاهرة وبينهما عموم وخصوص إذا أريد بمن لا يجد النفقة من عدم شيئا لا يطيق السفر لفقده وإلى الأول ذهب الإمام واختاره كثير من المحققين واختلف في جواب إذا فاختار بعض المحققين أنه قلت الخ فيكون قوله سبحانه : تولوا الخ مستأنفا إستئنافا بيانيا وقيل : هو الجواب و قلت مستأنف أو على حذف حرف العطف أي وقلت أو فقلت وهو معطوف على أتوك أو في موضع الحال من الكاف في أتوك وقد مضمرة كما في جاءوكم حصرت صدورهم وزمان الإتيان يعتبر واسعا كيومه وشهره فيكون مع التولي في زمان واحد ويكفي تسببه له وإن اختلف زمانهما كما ذكره الرضي في قولك : إذا جئتني اليوم أكرمتك غدا أي كان مجيئك سببا لإكرامك غدا وفي إيثار لا أجد علي ليس عندي من تلطيف الكلام وتطييب قلوب السائلين ما لا يخفى