وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين وفي الآية تعريض بأن القوم ليسوا من الإيمان بالله تعالى في شيء وإن لم يعرضوا عنه صريحا إعراضهم عن الجهاد باستئذانهم في القعود وأولئك أي المنعوتون بالنعوت الجليلة لهم بواسطة ذلك الخيرات أي المنافع التي تسكن النفس إليها وترتاح لها وظاهر اللفظ عمومها هنا لمنافع الدارين كالنصر والغنيمة في الدنيا والجنة ونعيمها في الآخرة وقيل : المراد بها الحور لقوله تعالى : فيهن خيرات حسان فإنها فيه بمعنى الحور فتحمل عليه هنا أيضا ونص المبرد على أن الخيرات تطلق على الجواري الفاضلات وهي جمع خيرة بسكون الياء مخفف خيرة المشددة تأنيث خير وهو الفاضل من كل شيء المستحسن منها وأولئك هم المفلحون .
88 .
- أي الفائزون بالمطالب دون من حاز بعضا بفنى عما قليل وكرر اسم الإشارة تنويها بشأنهم أعد الله لهم إستئناف لبيان كونهم مفلحين وقيل : يجوز أن يكون بيانا لما لهم من المنافع الآخروية ويخص ما قبل بمنافع الدنيا بقرينة المقابلة والإعداد التهيئة أي هيأ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها حال مقدرة من الضمير في لهم والعامل أعد ذلك إشارة إلى ما فهم من الكلام من نيل الكرامة العظمى الفوز أي الظفر العظيم الذي لا فوز وراءه وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم شروع في بيان أحوال منافقي الأعراب إثر بيان أحوال منافقي أهل المدينة والمعذرون من عذر في الأمر إذا قصر فيه وتوانى ولم يجد وحقيقته أن يوهم أن له عذرا فيما يفعل ولا عذر له ويحتمل أن يكون من اعتذر والأصل المعتذون فادغمت التاء في الذال بعد نقل حركتها إلى العين ويجوز كسرها لإلتقاء الساكنين وضمها اتباعا للميم لكن لم يقرأ بهما وقرأ يعقوب المعذرون بالتخفيف وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فهو من أعذر إذا كان له عذر وعن مسلمة أنه قرأ المعذرون بتشديد العين والذال من تعذر بمعنى إعتذر .
وتعقب ذلك أبو حيان فقال : هذه القراءة إما غلط من القاريء أو عليه لأن التاء لا يجوز إدغامها في العين لتضادهما وأما تنزيل التضاد منزلة التناسب فلم يقله أحد من النحاة ولا القراء فالإشتغال بمثله عيب ثم إن هؤلاء الجائين كاذبون على أول إحتمالي القراءة الأولى ويحتمل أن يكونوا كاذبين وأن يكونوا صادقين على الثاني منهما وكذا على القراءة الأخيرة وصادقون على القراءة الثانية .
واختلفوا في المراد بهم فعن الضحاك أنهم رهط عامر بن الطفيل جاءوا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقالوا : يا نبي الله إنا إن غزونا معك أغارت طي على أهالينا ومواشينا فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : قد أنبأني الله من أخباركم وسيغني الله سبحانه عنكم .
وقيل : هم أسد وغطفان إستأذنوا في التخلف معتذرين بالجهد وكثرة العيال وأخرج أبو الشيخ عن ابن إسحق أنه قال : ذكر لي أنهم نفر من بني غفار وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهم أهل العذر ولم يبين من هم ومما ذكرنا يعلم وقوع الإختلاف في أن هؤلاء الجائين هل كانوا صادقين في الإعتذار أم لا وعلى القول بصدقهم يكون المراد بالموصول في قوله سبحانه : وقعد الذين كذبوا الله ورسوله غيرهم وهم أناس من الأعراب أيضا منافقون والأولون لا نفاق فيهم وعلى القول لكذبهم يكون المراد به الأولين والعدول عن الإضمار إلى الإظهار إظهار لذمهم بعنوان الصلة والكذب على الأول بادعاء الإيمان وعلى الثاني بالإعتذار ولعل