وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقدر بعضهم الجواب لتأثروا بهذا الإلزام وهو خلاف الظاهر وجوز أن تكون لو لمجرد التمني المنبيء عن إمتناع تحقق مدخولها وينزل الفعل المتعدي منزلة اللازم فلا جواب ولا مفعول ويؤول المعنى إلى أنهم ما كانوا من أهل الفطانة والفقه ويكون الكلام نظير قوله تعالى : قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون وهو خلاف الظاهر أيضا .
فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا اخبار عن عاجل أمرهم وآجله من الضحك القليل في الدنيا والبكاء الكثير في الأخرى وإخراجه في صورة الأمر للدلالة على تحتم وقوع المخبر به وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر فاستعمل في لازم معناه أو لأنه لا يحتمل الصدق والكذب بخلاف الخبر كذا قرره الشهاب ثم قال : فإن قلت : الوجوب لا يقتضي الوجود وقد قالوا : إنه يعبر عن الأمر بالخبر للمبالغة لإقتضائه تحقق المأمور به فالخبر آكد وقد مر مثله فما باله عكس قلت : لا منافاة بينهما كما قيل لأن لكل مقام مقالا والنكت لا تتزاحم فإذا عبر عن الأمر بالخبر لإفادة أن المأمور لشدة امتثاله كأنه وقع منه ذلك وتحقق قبل الأمر كان أبلغ وإذا عبر عن الخبر بالأمر لإفادة لزومه ووجوبه كأنه مأمور به أفاد ذلك مبالغة من جهة أخرى وقيل : الأمر هنا تكويني كما في قوله تعالى : إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ولا يخفى ما فيه .
والفاء لسببية ما سبق للإخبار بما ذكر من الضحك والبكاء لا لنفسهما إذ لا يتصور في الأول أصلا وجعل ذلك سببا لإجتماع الأمرين بعيد ونصب قليلا و كثيرا على المصدرية أو الظرفية أي ضحكا أو زمانا قليلا وبكاء أو زمانا كثيرا والمقصود بإفادته في الأول على ما قيل هو وصف القلة فقط وفي الثاني هو وصف الكثرة مع الموصوف فيروى أن أهل النفاق يبكون في النار عمر الدنيا لا يرقأ لهم دمع ولا يكتحلون بنوم .
وجوز أن يكون الضحك كناية عن الفرح والبكاء كناية عن الغم والأول في الدنيا والثاني في الأخرى أيضا والقلة على ما يتبادر منها ولا حاجة إلى حملها على العدم كما حملت الكثرة على الدوام نعم إذا أعتبر كل من الأمرين في الآخرة إحتجنا إلى ذلك إذ لا سرور فيها لهم أصلا ويفهم من كلام ابن عطية أن البكاء والضحك في الدنيا كما في حديث الشيخين وغيرهما لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا أي أنهم بلغوا في سوء الحال والخطر مع الله تعالى إلى حيث ينبغي أن يكون ضحكهم قليلا وبكاؤهم من أجل ذلك كثيرا .
جزاء بما كانوا يكسبون .
38 .
- أي من فنون المعاصي والجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على الإستمرار التجددي و جزاء مفعول له للفعل الثاني ولك أن تجعله مفعولا له للفعلين أو مصدر من المبني للمفعول حذف ناصبه أي يجزون مما ذكر من البكاء الكثير أو منه ومن الضحك القليل جزاء بما إستمروا عليه من المعاصي فإن رجعك الله أي من سفرك والفاء لتفريع الأمر الآتي على ما بين من أمرهم و رجع هنا متعد بمعنى رد ومصدره الرجع وقد يكون لازما ومصدره الرجوع وأوثر إستعمال المتعدي وإن كان إستعمال اللازم كثيرا إشارة إلى أن ذلك السفر لما فيه من الخطر يحتاج الرجوع منه لتأييد إلهي ولذا أوثرت كلمة إن على إذا أي فإن ردك الله سبحانه إلى طائفة منهم أي إلى المنافقين من المتخلفين بناء على أن منهم من لم يكن منافقا أو إلى من بقي من المنافقين المتخلفين بأن ذهب بعضهم بالموت أو بالغيبة عن البلد أو بأن لم